أبدى البروفيسور طارق الحبيب استغرابه من سؤال شاب له، قائلاً: سألني أحدهم متى أتوقف عن العمل التطوعي؟! استغربت من السؤال!! لكني احترمت الجرأة فيه، فسألته: لماذا تتوقّف عن العمل التطوعي؟! فهو السؤال الذي يجيب عن ذلك السؤال.
وأجاب "الحبيب" في معرض سلسلته الرمضانية اليومية "التطوع": لماذا فكر ذلك الشاب في التوقف عن العمل التطوعي؟! ما الأسباب المحتملة؟! ربما كان اختياره للعمل التطوعي أو نوع العمل التطوعي كان خطأً فشعر بالفتور منه، ولربما كان صاحب شخصية مزاجية يتحمس جداً ثم يتناقص حماسه ثم يتحمس ثانية؛ فالإشكالية هنا ليست في العمل التطوعي وإنما في سماته الشخصية، والأول أيضاً ليس الإشكالية في العمل التطوعي وإنما كان في خطئه في الاختيار؛ ولذلك الحل لهذه الأسباب والأسباب الأخرى التي سأسردها هو في علاج السببية وليس متى أتوقف عن العمل التطوعي، فبعضهم يسأل ذلك لأنه حدثت له مشكلات مع من يتطوع معهم، فهل الأزمة في العمل التطوعي؟! أو في مهارة التواصل مع الآخرين؟! ولذلك أنادي الجمعيات التطوعية والوزارات وهيئات الشباب التي تُعنى بالعمل التطوعي إلى وضع برنامج لصناعة الشخصية المتطوعة.. يتم فيه إعداد من أراد أن يتطوع قبل أن ينطلق في بذل الخير للناس.. في هذا البرنامج يتم تقييم المتطوع ثم تدريبه حتى يكون أكثر تميزاً وأكثر تعميراً، وأكثر إنجازاً في العمل التطوعي.
أحيانًا يكون سبب الخوف من العمل التطوعي لربما لارتباطه بالإرهاب في بعض المجتمعات، ولذلك دائماً أحذر من الارتباط بأي جمعيات وإن كان ظاهرها الخير ولكن في باطنها ربما يكون فيه شيء آخر، حتى وإن لو لم يكن الإرهاب، وإنما اختلاس أموال الناس بالباطل، أو سوء إدارة بحيث أموال الناس تُصرف يميناً ويساراً دون التدقيق في مصارفها، فلربما أحياناً بعض الناس يمل أنه لا يرى الممارسة التي تعجبه، فينتقد العمل التطوعي!! هذا خطأ، بل انتقد ذلك الذي أساء في استخدام المال ولا تنتقد العمل التطوعي الجميل، إنه عمل مقدس آمنت به الأمم وآمنت به الأديان وآمنت به الشعوب، فلا تجعل ممارسة فردية خاطئة من مسؤول في عمل تطوعي توقفك عن بذلك الخير لأهلك ولدينك ولأمتك، فالحكمة أن تحيا باحثاً عن سبب سؤالك: متى أتوقف عن التطوع؟ وتعالج ذلك السبب وحذار أن تتوقف عن التطوع.