عادات ذمَّها الإسلام وأخرى أقرَّها في ذبح الهدي في الحج.. ماذا أخبرنا الله بشأنها؟

تقاليد اعتادها العرب قبل البعثة
ذبح الهدي
ذبح الهدي

يتوجَّه الحاج صبيحة يوم العيد أو النحر إلى مِنى لرمي الجمرة الكبرى. وفور أداء ذلك يذبح الحاج هديه، ويحلق أو يقصِّر شعره؛ ليتم له التحلل الأصغر أو الأول. وقد كان للعرب بعض العادات، منها ما هو مذموم، ومنها ما أقره الإسلام، وأصبح جزءًا من الحج.

ما أقره الإسلام

وتشير المؤلفات التاريخية حول ذلك الأمر إلى أنه كان من عادة العرب الحجاج في الجاهلية تقليد الهدي بوضع قلادة في عنقه من سيور الجلد، أو ألياف الشجر، أو فتيل الخيط إعلانًا بأنه هدي؛ فيصبح بذلك مُحرمًا.

وكان من عادتهم إشعار البدن، أي جرحها جرحًا خفيفًا من شق سنامها؛ فيسيل دمها على ظهرها إشارة إلى كونها هديًا؛ فلا يقترب منها أحد. ويسمون البدن المجروحة شعيرة.

ويشير القرآن الكريم إلى الهدي المقلَّد أو المجروح على أنه من شعائر الله، ومن واجبات الحاج، وأنه واجب الاحترام؛ لا يحل الاعتداء عليه. ويذكر ما للهدي من أهمية عظيمة لما فيه من إقامة أود الناس، ولاسيما الفقراء والمساكين والبائسين. وقد أقر الإسلام ما جاء به العرب قبل البعثة؛ لما فيها من فوائد عظيمة في ظروف الحج.

وكان العرب يحيطون هذا التقليد بالعناية والحرمة، بل التقديس والرهبة، حتى ليترك الحاج هديه سائمًا (ذاهبًا على وجهه حيث شاء)؛ فلا يتعرض له أحد بسوء؛ لأن التعرُّض له إنما هو تعرُّض لمال الله.

عادات مذمومة

وكان من عادات العرب الحجاج قبل الإسلام تلطيخ جدران الكعبة بدماء الهدي تقربًا إلى الله، وقد أبطل الإسلام هذه العادة، ونبَّه إلى أن الله لا يناله شيء من لحومها ولا دمائها، ولكن الذي يريده من الناس هو التقوى والإخلاص. يقول الله تعالي: {لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ} الآية 37 من سورة الحج.

كما كانوا لا يأكلون من لحم هديهم، ويرونه إثمًا، ويتركونها للفقراء، والمساكين، والسباع، والجوارح.. فأباح الإسلام لأصحاب الهدي إن شاؤوا أن يأكلوا منه، وأن يُطعموا البائس والفقير والمحتاجين.

ومن بين العادات المذمومة في حج الجاهلية أن يُذبح الهدي عند الأوثان والأنصاب في فناء الكعبة، ويذكرونها في أثناء الذبح، فنهى الإسلام عن ذلك، وأوجب ذكر اسم الله وحده عند الذبح، وهو ما تشير إليه الآية الـ36 من سورة الحج: {وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org