أوضح المستشار في الموارد البشرية الدكتور خليل الذيابي، أنه مع تسارع التطورات التقنية والتحولات الاقتصادية والاجتماعية، تستمر الموارد البشرية في لعب دور استراتيجي في تشكيل مستقبل المؤسسات في عام 2025؛ مشيرًا إلى سبعة اتجاهات رئيسية لعدد من الشركات في المملكة، والتي من المتوقع أن تُحدث تحولًا جذريًّا في إدارة المواهب والعمل.
أسبوع العمل ذو الأربعة أيام يكتسب شعبية عالمية كوسيلة لتحسين الإنتاجية ورفاهية الموظفين، ففي عام 2025، قد يصبح هذا النموذج معيارًا أكثر انتشارًا بين عدد من الشركات الكبرى والمتوسطة مع تبني المؤسسات لهذا الأسلوب المرن، خاصة في القطاعات التي تعتمد على الكفاءة والإبداع بدلًا من ساعات العمل الطويلة.
دمج الذكاء الاصطناعي في أنشطة الموظفين سيصبح أولوية؛ حيث ستستخدم المنشآت أدوات الذكاء الاصطناعي لتحسين التعاون، وتسهيل اتخاذ القرارات، وأتمتة المهام الروتينية، من روبوتات الدردشة الذكية إلى التنبؤ باحتياجات العمل، وسيسهم الذكاء الاصطناعي في تحسين الكفاءة وزيادة الابتكار.
في ظل العولمة المتزايدة، ستواصل الشركات تعزيز التنوع والشمولية في مكان العمل، وسيكون هناك تركيز أكبر على بناء فرق عمل متعددة الثقافات والخلفيات؛ مما يعزز الابتكار ويخلق بيئات عمل أكثر إبداعًا، وبرامج التدريب والسياسات العادلة التي ستساعد المنشآت على تحقيق هذا الهدف.
العمل الهجين سيستمر في التطور ليصبح أكثر شيوعًا، فالشركات ستتجه نحو توفير المزيد من الخيارات التي تتيح للموظفين العمل من المنزل أو المكتب بناءً على احتياجاتهم الشخصية والمهنية، مع تعزيز الحلول التقنية التي تدعم التعاون عن بُعد وتحسّن الأداء بما يقارب 70% من العاملين.
ستتحول استراتيجيات التوظيف لتصبح أكثر تركيزًا على المؤهلات وبدعم المهارات المطلوبة. كما أن الشركات الناجحة هي التي تعمل على تحسين تقييم المهارات عبر اختبارات عملية وبرامج تدريب مخصصة، بالإضافة إلى دعم الموظفين الحاليين بتطوير مهارات جديدة لمواكبة التحولات التقنية.
التحليل القائم على البيانات سيصبح عنصرًا أساسيًّا في اتخاذ القرارات المتعلقة بالموارد البشرية، وستستخدم الشركات البيانات لتحليل أداء الموظفين، وقياس معدلات الاحتفاظ بالمواهب، وتحسين استراتيجيات التوظيف. وستساعد البيانات أيضًا في توقع الاتجاهات المستقبلية واحتياجات القوى العاملة.
سيظل تحسين تجربة الموظف على رأس أولويات الموارد البشرية، فالمؤسسات ستعتمد على أدوات مبتكرة لتحليل احتياجات الموظفين وتوفير بيئة عمل محفزة، وتشمل تقديم مزايا تناسب متطلباتهم الفردية، وتحسين بيئات العمل، والاهتمام بالصحة النفسية والجسدية.
وأكد "الذيابي" أن الاتجاهات السبعة للموارد البشرية في عام 2025 تعكس ديناميكية السوق واحتياجات القوى العاملة المتطورة، فالمؤسسات التي تتبنى هذه الاتجاهات بشكل استراتيجي ستتمكن من جذب أفضل المواهب، وتحسين إنتاجية الفرق، وتحقيق ميزة تنافسية في سوق العمل المتغير باستمرار.