تركي الفيصل: نعيش لحظة تاريخية نحو دولة فلسطين وقادة "حماس" خالفوا توجيهات الله فهل سيسمعوا توجيهي أنا؟

قال: "نجحنا في إقناع فرنسا وبريطانيا، ونسعى حاليًا لإقناع الولايات المتحدة بالاعتراف بدولة فلسطين المستقلة"

أكد الأمير تركي الفيصل، رئيس مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، أن المنطقة تعيش لحظة تاريخية فريدة تبعث على التفاؤل بقرب انفراج القضية الفلسطينية، مشيدًا بالدور القيادي للمملكة والجهود الدبلوماسية التي أثمرت عن نتائج إيجابية في دعم حقوق الشعب الفلسطيني.

وقال الأمير الفيصل: "هذه الليلة الفريدة منذ سنوات تحمل طابعًا من التفاؤل لما يمكن أن يتحقق في المستقبل القريب بإذن الله"، مضيفًا: "الحمد لله العلي العظيم الذي بلغنا هذه المرحلة، وأتقدم بالتهنئة للقيادة الرشيدة، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، على هذا النجاح الباهر لجهودهما البنّاءة والمحمودة تجاه القضية الفلسطينية".

وأشاد سموه بوزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، واصفًا إياه بـ"فارس الدبلوماسية العربية الجديد"، و"الدينامو الذي بذل جهدًا دؤوبًا وجال العواصم حتى تحقق هذا الإنجاز"، مؤكدًا أن "هذا النجاح لم يكن ليتحقق لولا الدعم الشعبي السعودي الثابت للقضية الفلسطينية وحقوقها المشروعة".

وأضاف الفيصل أن ما سمعناه من السلطة الفلسطينية يعكس استعدادها لتحمل مسؤولياتها تجاه شعبها، داعيًا حركة "حماس" إلى الوفاء بما تعلنه، قائلًا: "في تصريحات سابقة، أعلنت حماس قبولها بما تقبل به السلطة الفلسطينية، لكنها لم تلتزم. فإن كانوا صادقين، فليثبتوا ذلك بالتزامهم".

وأشار إلى أن التحدي الآخر يتمثل في "عنجهية إسرائيل وما تلقاه من دعم أمريكي"، مؤكدًا أن العالم اليوم أمام مسؤولية تاريخية لمواجهة هذا التعنت والعمل الجاد لإقرار السلام.

وأوضح: "لن تكتمل فرحتنا حتى نرى علم فلسطين يرفرف فوق المسجد الأقصى وسائر الأراضي الفلسطينية، وحتى نشهد القدس وباقي الأراضي محررة من هذا الكابوس الذي استمر لأكثر من مئة عام".

وتابع قائلًا: "نجحنا في إقناع فرنسا وبريطانيا، ونسعى حاليًا لإقناع الولايات المتحدة بالاعتراف بدولة فلسطين المستقلة.

ووفقًا لقراري مجلس الأمن 242 و338، فإن أراضي فلسطين محرّمة على أي استيطان إسرائيلي، ويجب على المجتمع الدولي اتخاذ قرارات حاسمة لإجبار إسرائيل على الانسحاب الكامل".

ولفت إلى أن استطلاعات أمريكية حديثة تُظهر تحولًا واضحًا في الرأي العام الأميركي، خاصة بين فئة الشباب، نحو دعم القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن "الكذبة الإسرائيلية لم تعد تنطلي على الشعب الأميركي، وهذا ما سينعكس عاجلًا أو آجلًا على مواقف صناع القرار".

وفي رده على دعوات المواجهة العسكرية مع إسرائيل، قال: "لا يمكن أن نكون في تناقض مع أنفسنا؛ من جهة ندعو للسلام، ومن جهة أخرى نطالب بالحرب. الدول العربية، وعلى رأسها دول مجلس التعاون، تبنت مبادرة السلام العربية التي أطلقتها المملكة قبل أكثر من عشرين عامًا، وهي دعوة للسلام لا للحرب".

وأضاف: "التفوق العسكري الإسرائيلي معروف، وأي مواجهة ستكون كارثية على الشعوب. ما يُحرج إسرائيل حقًا هو دعوتنا الصادقة للسلام، لا التهديد بالحرب، وهذا ما يجب أن نبني عليه مواقفنا".

وفي تعقيبه على دعوات مقاطعة أمريكا أو الدول التي طبّعت مع إسرائيل، قال: "لست في موقع المسؤولية لأعلّق على مواقف تلك الدول، أما فيما يتعلق بأمريكا، فالمقاطعة ستدفعها لمزيد من الدعم لإسرائيل. علينا بدلًا من ذلك تكثيف علاقاتنا معها والتأثير في الرأي العام الأمريكي، لأنه القادر على تغيير السياسات".

وأردف: "أكثر من 80% من أعضاء الحزب الديمقراطي، وهو الحزب الأوسع انتشارًا في أمريكا، يؤيدون قيام دولة فلسطينية مستقلة، ما يعكس نجاح الحملة الدولية والسعودية في تغيير المزاج العام هناك".

وفي ختام حديثه، وجّه الأمير تركي الفيصل رسالة رمزية إلى قادة "حماس" قائلًا: "قادة حماس ما سمعوا توجيهات الله سبحانه وتعالى، حيسمعوا توجيهي أنا؟! الله يجازيهم على فعالهم".

وكان وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان قد أعلن سابقًا اعتماد الوثيقة الختامية لمؤتمر حل الدولتين، والتي تضمنت مقترحات شاملة تغطي المحاور السياسية، الأمنية، الإنسانية، الاقتصادية، القانونية، وسردية استراتيجية، لتشكّل إطارًا متكاملًا وقابلًا للتنفيذ من أجل تطبيق حل الدولتين وتحقيق السلم والأمن للجميع.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org