نظّمت هيئة تطوير منطقة مكة المكرمة، ملتقى هيئات تطوير المناطق والمدن، اليوم في محافظة جدة، بدعم من مركز دعم هيئات التطوير، ومشاركة هيئات تطوير مناطق (حائل، المدينة المنورة، المنطقة الشرقية، عسير) والمكتب الاستراتيجي لمنطقة الباحة؛ وذلك لتوثيق قصص نجاح مبادرات التطوير الشامل التي تعمل عليها الهيئات، وفقًا للأدوار المرسومة لها في تنظيم هيئات تطوير المناطق والمدن.
شمل الملتقى جلساتٍ وورش عمل متعددة، خلصت إلى ضرورة استمرارية الجهود التي بدأتها الهيئات نحو توحيد التوجهات التنموية، واستثمار المزايا النسبية؛ لتعزيز دور اقتصادات المدن، واستدامة التنمية وفق المفاهيم العالمية الحديثة.
من جهته، أوضح الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير منطقة مكة المكرمة المهندس أحمد بن عمر العارضي أن الملتقى ينعقد بمبادرة من هيئة تطوير منطقة مكة المكرمة التي تبنّت الفكرة، ولقيت دعم وقبول مركز دعم هيئات التطوير الذي قدّم الدعم اللازم في الجوانب الفنية لموضوعات الملتقى.
وبيّن أن الملتقى يهدف إلى تناقل التجارب والخبرات بين الهيئات، ومناقشة الجوانب الفنية والتخطيطية وفقًا لتجربة كل هيئة، وبحث سبل التكامل الممكنة بين الهيئات والجهات المؤثرة في القرار التنموي، لتوحيد توجهات التطوير والتنمية لكل منطقة بما يتناسب معها، وكذلك مناقشات موضوعات تحفيز التنمية الاقتصادية والاستثمار، ومناقشة التحديات وتجربة كل هيئة في تجاوزها؛ للوصول إلى تفعيل دور اقتصادات المدن وفقًا لرؤية وتوجه صاحب السموّ الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، والذي أكد في الكثير من أحاديثه حول التنمية المناطقية، والتي كان من ثمرتها إنشاء عدد من هيئات التطوير، والمكاتب الاستراتيجية في المناطق؛ بغرض دفع عجلة التنمية، واستثمار جميع المقومات في المملكة؛ لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، وبرامجها التنفيذية.
وبيّن "العارضي" أن هيئة تطوير منطقة مكة المكرمة تنظّم هذا الملتقى بدعم كريم من الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس مجلس الهيئة، ومن الأمير بدر بن سلطان بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة مكة المكرمة نائب رئيس مجلس الهيئة -حفظهما الله- والمستشار في الديوان الملكي المهندس إبراهيم بن محمد السلطان رئيس مركز دعم هيئات التطوير، مضيفًا أن مخرجات الملتقى ستكون داعمةً للهيئات والمكاتب الاستراتيجية المنشأة حديثًا في توثيق هذه التجارب، وتجويد الأعمال ورفع مستوى الأداء المؤسسي.
من جهته، أشاد المهندس عمر بن عبدالرحمن الضبعان، من مركز دعم هيئات التطوير، بتبنّي هيئة تطوير منطقة مكة المكرمة لفكرة الملتقى منذ البداية، ومشاركتهم العمل مع مركز دعم هيئات التطوير؛ لتقديم مادة ثرية تعود بالنفع على المشاركين، وتكون منهجًا يسهل الرجوع إليه للهيئات والمكاتب الاستراتيجية التي انطلقت حديثًا في تجاوز تحديات البناء المؤسسي، وتعظيم الفائدة والأثر من التجارب الموجودة، مضيفًا أن الدور المأمول من الهيئات كبير في ظل الدعم السخي من القيادة الرشيدة -أعزها الله- ومتابعتها للملفات التنموية المختلفة، ومنها ملف التنمية المناطقية.
وأكد الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير منطقة حائل عمر بن عبدالله العبدالجبار أن هيئات تطوير المناطق والمدن تقوم بدورٍ محوري ورئيس في توجيه التنمية وتحقيق مفاهيم التنمية المستدامة، من خلال تبادل الخبرات والتجارب، وتوسيع آفاق الشراكة والتعاون بين جميع الهيئات، والعمل المشترك على إحداث نقلة نوعية في التنمية المناطقية؛ لدعم النمو الاقتصادي والاجتماعي، وتحقيق تطلعات القيادة الرشيدة -أعزها الله- لخدمة المواطنين والمقيمين على أرض المملكة.
وأضاف أن الملتقى ينعقد في وقتٍ تعمل فيه جميع الأجهزة الحكومية لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة، واستثمار الإمكانات المتاحة، لبناء مستقبلٍ أفضل لجيل اليوم وأجيال الغد.
من جهته، أوضح الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير منطقة عسير المهندس هاشم بن عبدالله الدباغ أن مشاركة هيئة عسير في الملتقى تنبع من استشعارها بأهميته ومدى المخرج الفعال من هذا الملتقى؛ حيث نهدف في رسالتنا بالهيئة إلى أن تكون منطقة عسير وجهة عالمية طوال يستلهم منها الجميع الانسجام ما بين الأصالة والحداثة المبني على مكامن قوتها من الأصالة الطبيعية.
وقال "الدباغ": إن مشاركة هيئة تطوير عسير في الملتقى لاستعراض تجربة نموذج هيئة تطوير عسير في إطلاق استراتيجية منطقة عسير، التي تعد نموذجًا للاستراتيجيات المناطقية، وعمل الهيئة على أن تكون عسير وجهة سياحية طوال العام، وآلية العمل على الجمع بين الأصالة والمعاصرة، واستثمار مكامن القوة الطبيعية المختلفة في الاستراتيجية.
كما تحدث الرئيس التنفيذي للمكتب الاستراتيجي لتطوير منطقة الباحة المهندس عبدالعزيز النعيم عن أعمال ومنجزات المكتب الاستراتيجي لرسم مستقبل منطقة الباحة، وتنفيذ المشاريع الحالية والمستقبلية، مشيرًا إلى أن الاستفادة من هذا الملتقى كبيرة بلقاء هيئات تطوير المناطق والمدن، والاطلاع على التجارب والمنجزات التي عملت عليها الهيئات.
فيما أشاد نائب الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير المنطقة الشرقية المهندس عبدالله بن مسفر البسامي بانعقاد الملتقى والالتقاء مع منسوبي هيئات تطوير المناطق والمدن، والاستفادة من تجارب التطوير المؤسسي والتنظيمي للهيئات في تجاوز التحديات والانطلاق نحو خلق بيئة جاذبة ومحفزة لمختلف القطاعات، واستثمار المقومات التي تمتع بها كل منطقة، وتعزيز روح التعاون والشراكة بين الهيئات والجهات الحكومية والخاصة الفاعلة في المنطقة.
وتطرّق نائب الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير منطقة المدينة المنورة المهندس عماد صديق إلى قيام هيئة تطوير المدينة المنورة باستعراض تجربة الهيئة في المدن الذكية، ومشاريع التطوير الحضري التي عملت عليها الهيئة، مضيفًا أن المشاركة ستنعكس على أعمال الهيئة من خلال الخبرات المطروحة على طاولة هذا الملتقى من قبل المشاركين.
وشمل برنامج الملتقى زيارة المشاركين إلى مشروع وسط جدة -أحد مشاريع صندوق الاستثمارات العامة- حيث التقوا بالرئيس التنفيذي للشركة المهندس أحمد بن عبدالعزيز السليم، الذي قدم عرضًا عن المشروع ودوره باعتباره أحد مشاريع تطوير مدينة جدة واستثمار الأصول المتاحة في نطاق المشروع، بغرض خلق تجربة حضرية متجددة وفريدة لمدينة جدة، تتكامل مع المنطقة المحيطة به، وشهد اللقاء نقاشًا حول التحديات التي تجاوزاتها الشركة في سبيل رسم التوجه العام للمشروع، وتضمين الأصول المتاحة واستثمارها بالشكل الأمثل لتطوير تجربة لزوار جدة وساكنيها.
كما شمل اللقاء ورش عمل جمعت المختصين في الهيئات في عدد من الموضوعات والمبادرات التي تعمل عليها الهيئات، بهدف تنسيق التوجهات وابتكار الحلول.
وتهدف هيئات تطوير المناطق والمدن وفقًا لتنظيمها إلى التخطيط والتطوير الشامل في المجالات العمرانية والاقتصادية وغيرها من المجالات، من خلال رسم السياسات العامة وإعداد الخطط والدراسات والمخططات الاستراتيجية وبرامجها التنفيذية، وترتيب أولويات المشاريع، وتأهيل الأحياء القائمة، ووضع البرامج والأسس المحفزة لمشاركة القطاع الخاص في التنمية، وتنسيق وتنظيم الجهود بين الأجهزة المعنية بتطوير المنطقة وفقًا للخطط والدراسات المقررة.