عمل مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني منذ تأسيسه على تعزيز التلاحم الوطني وحماية النسيج المجتمعي، وجعله أحد أهدافه التي يسعى لتحقيقها عبر أنشطته وبرامجه ولقاءاته المتنوعة، من خلال تعزيز وترسيخ قيم التنوع والتعايش والتسامح والوسطية والاعتدال، ونشرها بين مختلف الأطياف الفكرية، عبر لقاءات وندوات وبرامج عززت التلاحم الوطني واحترام الرأي والرأي الآخر.
ويأتي اهتمام المركز بتعزيز الانتماء الوطني انطلاقًا من كونه أحد الركائز والمقوّمات الوطنيّة التي تجمع وتربط بين أبناء الوطن الواحد، مما يمنحهم القوة لمواجهة الاختلافات حتى تسود بينهم أجواء التسامح، والتكاتف، والتعايش، ويتحقق لهم التقدم والتطور والنمو الشامل المتكامل في مختلف مجالات الحياة.
ويسعى المركز الذي يحمل اسم الملك المؤسس ــ طيب الله ثراه ــ في تعزيز وترسيخ قيم التلاحم والوحدة بين كافة أطياف المجتمع، وأخذ على عاتقه تفعيل رؤيته الاستراتيجية في غرس وترسيخ منظومة القيم الوطنية وتعزيز الانتماء، وذلك من خلال تنظيم وإقامة برامج متنوعة من الفعاليات المختلفة التي تجسّد وتترجم دوره وجهوده في تكريس التلاحم والوحدة ومواجهة مهدداتها والمحافظة على النسيج الوطني في إطار الثوابت الوطنية.
وتضمنت الفعاليات التي نفذها المركز سواءً من خلال مقره الرئيس بمدينة الرياض، أو عبر فروعه، أو مشرفيه في مختلف مناطق المملكة، العديد من الملتقيات والندوات والجلسات والمحاضرات والمؤتمرات والأمسيات وورش العمل، إضافة إلى إطلاقه للكثير من المبادرات والبرامج التدريبية والمعارض الفنية والأركان التعريفية والمقاهي الحوارية واستطلاعات الرأي العام.
ولتحقيق التفاعل مع المؤسسات الحكومية، والقطاع الخاص، والمجتمع المدني، والأفراد، وتحفيزهم على تقديم المبادرات الوطنية، أطلق المركز جائزة الحوار الوطني التي تسهم في إبراز وتعزيز قيم التسامح والتعايش والتلاحم.
ولزيادة الوعي لدى مختلف فئات المجتمع بمفاهيم قيم التسامح والتعايش في المجتمع، أنشأ المركز معرض الحوار التفاعلي والذي يقدم للزائر تجربة تقنية فريدة عبر اثنتي عشرة محطة يستمد في كل منها تجربة مختلفة تساعده في تعزيز قيم الحوار والتسامح.
علاوة على ذلك، عقد المركز الكثير من الشراكات واتفاقيات ومذكرات التعاون والتفاهم المشترك مع العديد من الوزارات والهيئات الحكومية والمراكز والجامعات، والتي تسلط الضوء على أهمية تعزيز قيم التلاحم الوطني والمجتمعي واستطلاع آراء المجتمع، لتصبح ثقافة عامة، تنعكس بشكل إيجابي في العلاقات والتفاعلات المختلفة بين كافة أطياف المجتمع وفئاتهم العمرية بما يرسّخ قيم التماسك والتعايش الاجتماعي، ويعمّق أواصر الوحدة بينهم ويحافظ على كل ما يهدد نسيجهم الاجتماعي تحقيقاً لتطلعات القيادة الرشيدة وتوجيهاتها الداعمة لمسيرة الحوار وتعزيز قيم السلام والمحبة والتلاحم الوطني.