"مقويات جنسية" تهدد بكارثة صحية ومخاطر قد تؤدي للوفاة

سلطان السلمي- سبق- جدة: أكد عدد من الأطباء والصيادلة أن تناول الأدوية دون وصفة طبية مسبقة يعرّض حياة عامة الناس إلى مخاطر نتيجة عدم المعرفة بأضرار العلاج، ولاسيما بعض العلاجات التي تستخدم في التقوية الجنسية.

 

إزاء هذه المخاطر استطلعت "سبق" آراء أهل الاختصاص في الشأن العلاجي، وكذلك المواطنون.

 

وقال الدكتور حسن فهد العسيري، استشاري أمراض الباطنة والغدد الصماء والسكري، في رسالة تحذيرية إن سوء استخدام العلاج قد يعرّض حياة أي شخص للخطر، ولا بد من مراجعة الطبيب عندما يشعر الشخص بأي عارض صحي، ويأخذ العلاج اللازم بعد الكشف عليه ومعرفة حالته الصحية. ومسألة صرف العلاجات من الصيدليات ليس لها مبرر في ظل وجود المستشفيات والمستوصفات. كما ركز الدكتور العسيري على نشر الوعي الصحي لدى عامة الناس لتجنب أخطار العلاجات التي تؤخذ بدون روشتة طبية.

 

 

بدون روشتة

كما شدد الدكتور بدر السيد، استشاري باطنة وقلب، على أن تناول العلاج بدون وصفة طبية خطر على صحة الإنسان، وعلى المريض الكشف عند الطبيب، وأخذ التحاليل لمعرفة المرض ومسبباته، وصرف العلاج المناسب لحالته.

 

وأوضح الدكتور السيد أن بعض الأشخاص - للأسف - قد يعرضون أنفسهم للمخاطر بتناول بعض (المقويات الجنسية) دون الكشف المبدئي البسيط جداً على القلب، وطالب الصيادلة بالتعريف بخطورة طلب صرف علاج دون وصفة طبية، والتثقيف الصحي في هذا المجال - بلا شك - له دور كبير في الابتعاد عن مخاطر العلاج الذي يؤخذ بعيداً عن الكشف الطبي للمريض.

 

وفي السياق ذاته، أوضح عماد الحربي، البالغ من العمر 65 عاماً، قائلاً: في فترة سابقة كنت أستخدم المقويات الجنسية بدون روشتة، وسببت لي مضاعفات وتعباً في القلب، وغيرها.

 

وأشار الحربي إلى أنه عند مراجعة الطبيب المختص نهى عن استخدامها مرة أخرى؛ لأنها لا تناسبني، وقد تضرني بشكل كبير؛ لأنني أحتاج إلى علاج.

 

 

إلى الوفاة

ويرى الدكتور هيثم نور، استشاري الجهاز الهضمي والكبد، أن المنشطات الجنسية دواء معمول به، ويساعد في علاج ارتفاع ضغط الدم، وموسع للشرايين، وعبارة عن اتساع للأوعية الدموية؛ وبالتالي انتصاب العضو الذكري للرجل.

 

وأضاف بأن المنشطات تقوم بتوسيع الأوعية الدموية؛ فتقلل ضغط الدم، وأنها في الأصل لمرضى ارتفاع ضغط الدم، لكن حدث أن بعض المرضى الذين يستخدمون هذا الدواء يشكون من انتصاب شديد في العضو الذكري، وبدأ الأطباء في تجربته على الأشخاص في العملية الجنسية لانتصاب العضو الذكري.

 

وتابع الدكتور هيثم بأن المنشطات توسع الشرايين التي تغذي عضلة القلب؛ وهو ما يؤدي إلى ذبحة صدرية؛ وبالتالي إلى الوفاة؛ لأنها تعمل على اتساع في جميع الشرايين، وكذلك الشرايين التاجية المغذية لعضلة القلب.

 

كما أن هناك بعض المنشطات، وهي عبارة عن هرمونات يأخذها المريض، تقلل إفرازات الجسم لها، وتقود إلى كسل الخصية، ويصبح الإنسان عنده نقص في هذه الهرمونات، وتعطي تأثيراً عكس المهام الجنسية الطبيعية.

 

 

مغشوشة

أما المنشطات الجنسية بوجه عام فتمثل ضرراً على الإنسان الطبيعي. وعلى الرغم من أنها تعطي نتائج جيدة في البداية إلا أن المنشطات، خاصة العقاقير المنتشرة حالياً، التي قد تكون مغشوشة أو غير طبية أو تحتوى على مواد ضارة وغير فاعلة، قد تؤدي إلى وجود عجز جنسي جزئي أو كلي فيما بعد.

 

وقال الشاب علي بافيل: من السهل أن نقوم بشراء المنشطات الجنسية من الصيدليات حتى دون سؤالنا عما نشعر به أو ما هو السبب، وهي أنواع مختلفة من الحبوب، تتراوح أسعارها من 40 إلى 80 ريالاً.

 

وذكر أحد الشبان - رفض ذكر اسمه - أنه لا يعاني ضعفاً جنسياً أبداً، ولكن استخدامها يعطي قوة أكبر، وذلك رائج بين الشباب.

 

 

أدوية البرد

من جانبه، قال خالد (صيدلي): إننا نقوم بصرف الأدوية البسيطة المتعارف عليها، مثل نزلات البرد وخلافه. وأحياناً يطلب المريض علاجاً يحتاج إلى كشف طبي وبعض الفحوصات؛ فنقدم له النصيحة بمراجعة الطبيب المختص لتشخيص حالته. وأوضح أن تكرار العلاج قد يلحق الأذى صحياً؛ وبالتالي لا بد من الحذر الشديد، خاصة المضادات التي قد تُحدث مضاعفات للمريض بدلاً من الشفاء أثناء تناولها، وأن الطبيب هو الشخص المسؤول عن تقييم حالة المريض، ويصرف له العلاج اللازم المناسب لحالته بعد الكشف وإجراء بعض الفحوصات.

 

وأضاف نواف يونس بأنه يحظر على أي صيدلي صرف أي دواء من تلقاء نفسه للمريض، خاصة بعض الأدوية القوية، مثل المضادات التي قد تعرض متناولها لمضاعفة المرض. وأعرب أن أمنيته بأن توزع نشرات توعوية بأضرار العلاجات أمام بوابات الصيدليات، ومن يتناولها من تلقاء نفسه دون وصفة طبية.