الابتكار ونقل التقنية..خطواتنا للعالمية
رؤية المملكة 2030 حملت الكثير من المضامين المهمة التي تؤكد أهمية التصنيع والابتكار ونقل التقنية من خلال عوامل عدة، منها: الاستفادة من الشركات الاستثمارية التي ستعمل في المملكة، وما تُحدثه من نقلة تقنية هائلة؛ إذ انطلقت أغلب الدول في مجال التصنيع عن طريق نقل التقنية للعلامات التجارية التي تعمل على أرضها، سواء سيارات أو أجهزة وغيرها. أيضًا أحدثت الرؤية اهتمامًا كبيرًا بموضوع التحول الرقمي، ودفع عجلة الابتكار لدى الكثير من الجهات المحلية المتخصصة التي انطلقت بجد لمواكبة ذلك الحراك الاقتصادي والتنموي بحكم أن تلك الانطلاقة بحاجة إلى توطين للتقنية، ودعم لجهود التصنيع والابتكار؛ لنصل إلى مصاف الدول المتقدمة بحول الله، وهي مسألة ليست صعبة إذا توافرت الإرادة الحقيقية، خاصة إذا نظرنا إلى تجارب بعض دول شرق آسيا التي انطلقت قبل سنوات عدة من الصفر حتى وصلت إلى مصاف أهم الدول التقنية والصناعية على مستوى العالم.
كما يُقال، البحث العلمي سينطلق من رحم التقنية والاختراعات؛ ولذلك ستشهد المملكة خلال الفترة القادمة ثورة بحثية مهمة؛ ولا أدل على ذلك حاليًا من أن الكثير من المجلات العلمية العالمية تشهد حضورًا لافتًا لعلمائنا وعالماتنا السعوديين في المجالات كافة، إضافة إلى تضاعُف أعداد الاختراعات للسعوديين مقارنة بالدول العربية؛ إذ تفوقت المملكة على تلك الدول مجتمعة في عدد الاختراعات؛ وهو ما ينذر بمستقبل علمي وبحثي مهم لدينا.
(بياك) شركة مملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، تقوم بأدوار مهمة في هذا المجال؛ إذ ساهمت في إنشاء ودعم 700 شركة تقنية مستفيدة؛ وهو ما خلق أكثر من 200 ألف وظيفة غير مباشرة. وتقوم (بياك) بتشغيل المشاريع والمنصات في القطاعَيْن العام والخاص، بما في ذلك برامج نقل التقنية، إضافة إلى إدارة خدمات شراكات الابتكار؛ وهو ما يُمكِّن من نقل وتوطين التقنيات؛ وبالتالي رفع نسبة المحتوى المحلي التقني الذي يساعد في جذب الاستثمارات التقنية المحلية والخارجية.
لدينا مشاريع ابتكارية، وصلت للعالمية، مثل تطبيق (توكلنا) الذي أطلقته هيئة البيانات والذكاء الاصطناعي، وغيره المزيد الذي يؤكد أننا نسير على الطريق الصحيح نحو العالمية.