كشفت استشارية الصيدلة الإكلينيكية للأمراض المعدية بشاير الشهيل، أن انتشار جائحة كوفيد-19، على مدى العامين الماضيين، شكّل تهديدًا للتقدم المحرز في مواجهة مقاومة المضادات الحيوية؛ الأمر الذي أدى إلى تزايد مخاطر مقاومة المضادات الحيوية AMR على صحتنا.
وقالت "الشهيل" بمناسبة الأسبوع العالمي للتوعية بمضادات الميكروبات الممتدّة من 18 إلى 24 نوفمبر: إنه انطلاقًا من هذا الواقع نتطلّع، وبالتزامن مع الأسبوع العالمي للتوعية بمضادات الميكروبات، إلى تعزيز الوعي وتشجيع وحثّ الأفراد والمجتمعات وقطاعات الرعاية الصحية؛ للعمل معًا وتوحيد جهودهم من أجل تحقيق مستقبل واعد، من خلال مواجهة مقاومة المضادات الحيوية.
وتابعت: تُشكل مقاومة المضادات الحيوية، التي تُعرف باختصار AMR، أكبر المخاطر على الصحة العالمية حاليًّا؛ حيث يمكنها التأثير بشكلٍ سلبي وإلحاق الضرر بأي شخص بصرف النظر عن العمر وبلد الإقامة. كما تُعتبر السبب المباشر لنحو 1.27 مليون حالة وفاة سنويًّا، في حين ترتبط أسباب ما يقرب من 5 ملايين حالة وفاة سنويًّا بمقاومة المضادات الحيوية. ومن المتوقع، في ظل غياب الإجراءات اللازمة لمكافحة مقاومة المضادات الحيوية، أن تتسبب بنحو 10 ملايين حالة وفاة على مستوى العالم سنويًّا بحلول العام 2050، وهذه النسبة تتجاوز حالات الوفاة التي تسببها الأمراض السرطانية حاليًّا.
وبيّنت الشهيل أن نتائج الدراسة الشاملة أظهرت مدى وحجم تأثير مقاومة المضادات الحيوية على مستوى العالم؛ حيث أشارت الدراسة إلى تسجيل الدول الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى وجنوب آسيا، أعلى معدلات الوفيات الناجمة مباشرةً عن مقاومة المضادات الحيوية، مع 24 حالة وفاة لكل 100 ألف شخص من السكان، و22 حالة وفاة لكل 100 ألف من السكان على التوالي، في حين انخفضت هذه النسبة في البلدان ذات الدخل المرتفع؛ حيث تسببت مقاومة المضادات الحيوية بشكلٍ مباشر في 13 حالة وفاة لكل 100 ألف من السكان 3.
وأضافت أن مقاومة المضادات الحيوية تُشكل أحد أكبر المخاطر التي تؤثر في الصحة العالمية في عصرنا الحالي؛ الأمر الذي يتطلب المزيد من العمل وتضافر الجهود على الصعيد العالمي، لتعزيز ورفع مستوى الوعي حول هذه القضية الصحية العامة الحرجة بين مختلف الفئات والشرائح الاجتماعية، ناهيك عن التكاليف العالية الناتجة عن مقاومة المضادات الحيوية على الاقتصاد؛ إذ تؤدي مقاومة المضادات الحيوية، بالإضافة إلى التسبُّب في حالات الوفاة والعجز، إلى إصابات مرضية تتطلب فترات علاجية طويلة داخل المستشفيات، وارتفاع الحاجة إلى أدوية عالية التكلفة، وتحديات مالية تُثقل كاهل المرضى المصابين.
وشدّدت على ضرورة التزام قطاعات الرعاية الصحية ومجتمع الصحة العامة، بالعمل معًا وتوحيد الجهود لاتخاذ الإجراءات اللازمة والداعمة لتمكين الابتكار المستمر في تطوير مضادات حيوية جديدة ولقاحات، والمساعدة في الحد من انتشار مقاومة المضادات الحيوية ARM6.