تعد الأميرة البندري بنت عبدالرحمن الفيصل واحدةً من صنّاع التغيير وروّاد العمل الخيري في المملكة العربية السعودية، فطوال مسيرة قوامها أكثر من عقدين من الزمان، ظلت سموها من بين أوائل من حملوا لواء العمل في مجال المجتمع المدني والتنمية الاجتماعية والاقتصادية، مكرسةً جهودها لمواصلة العمل والبذل في قضايا محورية شائكة تؤدي دورًا جوهريًا وفعالاً لوضع لبنات المجتمع المدني على أرض المملكة وتوفير فرص اقتصادية متكافئة للمجتمعات المهمشة.
ولمّا كانت الأميرة البندري على رأس «مؤسسة الملك خالد» ورئيسها التنفيذي، فإن سموها حملت على عاتقها توجيه دفة المؤسسة والعبور بها إلى عهد جديد من العمل الخيري الاستراتيجي الذي يُعلي قيم الابتكار وعقد الشراكات مع قطاع الأعمال والحكومة ومجتمع العمل الخيري؛ من أجل التصدي للتحديات المعقدة التي يفرضها القرن الواحد والعشرون والعمل على حلها.
وفي خضم تلك الرحلة التي يحرك سفنها حب الوطن والحرص على مصلحة أبنائه، كان حسن الطالع حليفًا للأميرة إذ استطاعت حال بحثها عن ميادين جديدة تتسارع فيها خطى الابتكار أن تضع يديها على بقاع يمكن فيها لمؤسسة الملك خالد، إحداث تغيير منهجي وضم شركاء من القطاعين العام والخاص لضمان استمرار التأثير وبقائه.
وقد كان للمؤسسة، تحت قيادة الأميرة، أثر كبير في السياسات المتعلقة بالقضاء على الفقر ومكافحة العنف المنزلي وجميع أشكال التمييز ضد المرأة والحماية الاجتماعية، فضلاً عن مضافرتها الجهود مع مبادرة «برنامج التحول الوطني» المنبثقة عن «رؤية 2030» من أجل إنشاء «المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي».
وعلى مدار الخمسة عشر عامًا الماضية، كان للمؤسسة دور بالغ الأهمية في النهوض بقدرات عديد من المنظمات غير الهادفة للربح داخل المملكة، وتقديم منح متكافئة تدعم فرص العمل وريادة الأعمال الاجتماعية والاستقلال المالي، وإنشاء أول «جائزة استدامة» على أرض المملكة للقطاع الخاص (2008)؛ وعقد شراكات مع «مؤسسة بيل وميليندا جيتس» و«كلية الأعمال بجامعة كولومبيا» و«وزارة العمل والتنمية الاجتماعية السعودية»، وغيرها من الكيانات.
وعلى الصعيد الوطني، شاركت الأميرة البندري، إضافة إلى ما سبق، في «الفريق العامل الحكومي الدولي المعني بالحماية الاجتماعية»، وذلك الفريق يمثل «اللجنة التوجيهية لإنشاء مركز دعم القطاع غير الهادف للربح». وعلاوةً على ذلك، تقلدت الأميرة عضوية عديد من منظمات المجتمع المدني السعودية ذائعة الصيت، من بينها: «جمعية النهضة النسائية الخيرية»، و«جمعية صوت متلازمة داون»، و«الجمعية السعودية لاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (إشراق)».
كما شاركت كذلك الأميرة مشاركةً نشطة في المناقشات العالمية التي تدور حول التنمية والسياسات؛ فسموها تولت عضوية «اللجنة التوجيهية» لمنصة «Civil 20(المنظمات غير الحكومية) لعام 2019» في اليابان (التي تنتمي إلى «مجموعة العشرين»)، وقد مثلت سمو الأميرة المملكة العربية السعودية وشاركت نيابةً عنها في «المنتدى السياسي رفيع المستوى لأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2018»، فضلاً عن مشاركة سموها في «الاجتماع الثاني والستين للجنة المعنية بوضع المرأة في الأمم المتحدة».
وفضلاً عن ذلك كله، فالأميرة البندري متحدثة ومحاورة منتظمة في المنتديات الوطنية والعالمية، وقد نشرت مقالات لاقت استحسانًا وتقديرًا دوليين. وقد حصلت سموها على درجة الماجستير في «السياسات العامة» من «كلية جون كينيدي للعلوم الحكومية بجامعة هارفارد».
وخلال شهر رمضان المبارك كانت تحرص رحمها الله على زيارة بيت الله الحرام، وتفقد الأعمال والمشروعات الخيرية المسؤولة عنها، إضافة إلى صلة الرحم وزيارات الأهل والأصدقاء، وأيضًا الاجتماع على وجبة الإفطار مع منسوبي ومنسوبات المؤسسة.