يعتذر الكاتب والإعلامي صالح الحسيكي من شقيقه الراحل "عبدالله"- رحمه الله- أشد الاعتذار، لأنه لم يسبق أن قال له "كم يحبه ويشتاق إليه"، مؤكدًا على ضرورة التعبير عن حبنا لمن يحبنا قبل فوات الأوان.
أعذرني يا شقيقي
وفي خاطرته الأخوية الصادقة "أعذرني يا شقيقي.. انتظرت موتك لأقول أحبك" بصحيفة "عكاظ "، يقول الحسيكي: "عبدالله .. شقيقي الحبيب وبكر أمي وأبي، أعتذر منك أشد الاعتذار، لم يسبق لي أن قلت لك إني أحبك وأشتاق إليك، لم أبح لك بمكنوناتي من قبل، في كل لقاء لنا، كنا نضحك، وكنا نكيل لبعضنا من قبيل المزح، وفي نهاية كل لقاء كنا نودع بعضنا، ويذهب كل منا إلى حاله وإلى ملكوته وحياته ومتطلباتها اليومية التي لا بد له من أن يقوم بها، كي يؤدي رسالته من الاستخلاف والعبادة حتى يحين الأجل".
أحبك واشتاق إليك
ويرصد الحسيكي لحظات الحب بينه وبين أخيه ويقول: "رغم كل ذلك يا شقيقي (أبا دنيا) لم يبح أحدنا للآخر بما في قلبه، ليقيننا أن كل واحد يحمل لأخيه كل الحب ويتمنى له الخير، أعترف لك أني أحبك وسأظل أحبك، وأني قد اشتقت إليك، ولن يتوقف شوقي لك وحنيني لطلتك البهية ولنبرة صوتك، سأشتاق لكلماتك ومداعباتك و(النكات) التي كنت تطلقها في لقاءاتنا ولا أنسى في آخر اجتماع لنا عندما قلت (الله يجعل يومي قبل يومكم)، أذكر حينها أني مازحتك بقولي إنك سترثنا جميعًا، ولم أعلم أن هذا اليوم سيكون لك وسترحل لتتركنا لعبراتنا الحارقة، التي نتجرعها على مدار الساعة".
كأننا ننتظر هذه اللحظة
وينهي الكاتب قائلاً: "أخي وشقيقي عبدالله، وسدناك الثرى بأيدينا واستودعناك الرحمن الرحيم، وبحنا وقتها بحبنا لك والحرقة التي سيخلفها غيابك، وكأننا كنا ننتظر هذه اللحظة لنعترف لك بما في قلوبنا، رحمك الله يا حبيبي وغفر لك وأبدلك دارًا خيرًا من دارك وأهلاً خيرًا من أهلك وجعل قبرك روضة من رياض الجنة".