ردّت والدة الطالبة التي تقول إنها مصابة بفيروس إنفلونزا H1N1 على بيان "صحة الطائف"، مبديةً أسفها لما جاء فيه، معتبرةً محتواه نفياً لإصابة ابنتها بالفيروس، فيما ترقد هي معها بقسم العزل، وتخاف أن تصاب هيَ الأخرى.
وقالت في ردٍّ تلقته "سبق": "يؤسفني جداً أنا والدة الطفلة المصابة بفيروس H1N1 والتي ترقد حتى الآن في مستشفى الأطفال بالطائف لإكمال كورس العلاج، ما تمَّ تداوله مساء الأمس الثلاثاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وعبر حساب "صحة الطائف"، والنشر في وسائل الإعلام من قبل المتحدث الرسمي لـ"صحة الطائف" من نفي الحالة وإنكار وجودها أو وجود الفيروس نفسه".
وأضافت: الكادر الطبي من استشاريين وأطباء مسؤولين عن متابعة حالة ابنتي أثبتوا لي اليوم ومجدداً بكل الأدلة والنتائج، إصابتها بالفيروس، وأن نتيجة التحليل كانت positive.
وتابعت: أناشد المسؤولين وأصحاب العلاقة، وعلى رأسهم سيدي مستشار خادم الحرمين الشريفين الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة، بمعاقبة من نفى وكذبَ، وكان وراء صدور ذلك البيان والذي تم تداوله، سواءً من داخل المستشفى من قبل الطاقم الإداري أو من خارجه.
ومضت قائلة: أشكر وأقدّر "سبق" على كشفها وتوضيحها لحقيقة الحالة، وكل من تعاون ووقف مع حالة ابنتي التي تعاني آلام وقسوة ذلك الفيروس.
وكان المتحدث الرسمي لـ"صحة الطائف" عبدالهادي الربيعي، قد أصدرَ بياناً تفاعلياً مع الحالة المصابة بفيروس H1N1 والمثبتة بنتيجة التحليل، تحتفظ "سبق" بنسخة منه، أوضح من خلاله قائلاً: "إشارةً إلى ما تناقلته بعض وسائل الإعلام حيال وجود حالات إنفلونزا خنازير بإحدى مدارس البنات بالطائف، عليه فإن "الصحة" في الطائف تود الإشارة إلى أنه لا وجود لما يسمى إنفلونزا الخنازير، وتعد إنفلونزا موسمية عادية، وقد تم رصد حالة لطالبة بالصف الأول الابتدائي مصابة، وتم اتخاذ الإجراء الوقائي والاحترازي دون وجود حالات أخرى أو ما يدعو للقلق".
وأضاف: فريق متخصص تواجد بالمدرسة المعنية طيلة الأسبوع القائم؛ لمراقبة الوضع الصحي لجميع منسوبيها ضمن الإجراء الاحترازي، وفريق كلف بتقديم لقاح الإنفلونزا الموسمية لكل طاقم المدرسة ضمن الإجراء الوقائي، مشيراً إلى أن الصحة تدعو الجميع لأخذ لقاح الإنفلونزا الموسمية، وذلك عند مراجعة أقرب مركز صحي.
وشهدت محافظة الطائف إصابة طالبة تدرس بالصف الأول الابتدائي في إحدى المدارس التابعة للتعليم، بفيروس H1N1 المعروف باسم "إنفلونزا الخنازير"، وفقاً لتأكيد التحليل الوارد من مركزها بمدينة الملك عبدالله الطبية، والذي يؤكد الإيجابية.
وتحتفظ "سبق" بنسخة التقرير، حيث ظهرت الأعراض بعد عودة الطالبة من مدرستها الأسبوع الماضي، وظلت تقاوم المرض حتى تعامل أحد المراكز الصحية بالمحافظة مع حالتها وكأنها إنفلونزا عادية، على الرغم من ارتفاع درجة حرارتها وبشكلٍ ملحوظ، فيما ما زالت الطالبة منومة بقسم العزل بمستشفى الأطفال بعد إيجابية التحليل وتأكيد الإصابة.
وكانت والدة الطالبة التي رافقت ابنتها في تلك المعاناة المريرة وصولاً للعزل، قد كشفت بعض الملاحظات على المدرسة التي تنتسب لها ابنتها، وقالت في حديثٍ نشرته "سبق" يوم أمس: "ابنتي الوحيدة والتي تدرس بالصف الأول، بدأت معاناتها بعد عودتها من مدرستها الكائنة في أحد الأحياء بالطائف، شعرت بارتفاع في درجة حرارتها، وكان ذلك على نهاية الأسبوع ما قبل الماضي، ويوم السبت من الأسبوع الماضي، زاد ارتفاع درجة الحرارة وزادت معاناتها المرضية".
وأضافت: "حينها توجهت بها إلى مركز وسط المدينة، وتعاملوا مع حالتها وكأنها إنفلونزا عادية، وصرفَ لها الدواء والذي لم يكن مناسباً للداء، حيث تغيبت عن مدرستها يوم الأحد من الأسبوع الماضي، بعدها عادت للمدرسة حتى يوم الأربعاء الماضي، وقد عادت للمنزل شبه ميتة، ما دفعني للتوجه بها إلى مستشفى الأطفال، وهناك أكدوا لي ظهور أعراض فيروس إنفلونزا الخنازير".
وتابعت: "أن ذلك دعاهم لأخذ التحاليل اللازمة، وبعثها لمدينة الملك عبدالله الطبية بمكة المكرمة، لتعود النتيجة بتأكيد الإصابة بالفيروس والإيجابية، والذي تسببَ في هبوط حاد لمناعتها، كذلك هبوط في أداء كريات الدم البيضاء، وفقاً لما أفادت به استشارية داخل المستشفى، ليتم بعدها إدخالها قسم العزل بالمستشفى، مع تحسن طفيف في حالتها حيث ما زالت منومة لديهم، كون الأعراض ما زالت ظاهرة، وأنها تستنجد بالله ثم الأطباء بالمستشفى لمتابعة حالتها ورعايتها، وردهم كان هذا هو العلاج أصبري".
وألمحت والدة الطالبة إلى أن الجميع يشكون من كثافة الطالبات داخل الفصول، واللاتي يفوق عددهن على الأغلب ٣٠ طالبة بالفصل، وافتقاد بعض الفصول للتهوية، واعتمادهم على المكيفات فقط رغم حداثة المبنى.
وأشارت والدة الطالبة إلى أن الأعراض ظهرت على ابنتها بعد أن انتقلت إليها العدوى، نتيجة إصابة عدد كبير من الطالبات داخل الفصل بالسخونة الشديدة.
من جانبه، أوضح المتحدث الرسمي لـ"تعليم الطائف" عواض الخديدي لـ"سبق"، أن الإدارة العامة للتعليم بمحافظة الطائف، ومن منطلق حرصها على سلامة الطلاب والطالبات ومنسوبي ومنسوبات المدارس، فإنها تتخذ العديد من الإجراءات الوقائية اللازم اتباعها للتعامل مع أي حالة مرضية معدية أو وبائية بالمدارس، كما تحرص على تفعيل أدوار المرشدين الصحيين والمرشدات الصحيات للقيام بمهامهن وتطبيق الإجراءات الوقائية في المدارس، قبل وأثناء وبعد ظهور أي حالة مرضية.
وبينَ أن تلك الإجراءات الوقائية، تشمل تشكيل لجنة على مستوى المدرسة برئاسة قائد أو قائدة المدرسة، وعضوية عدد من المعلمين أو المعلمات، لتتولى عملية المراقبة اليومية للحالات الصحية للطلبة منذ دخولهم المدرسة وحتى الانصراف، بحيث يتم توجيه من يظهر عليه أعراض المرض للمركز الصحي الذي تتبع له المدرسة.
وأشار إلى تكثيف التوعية الصحية عن الأمراض المعدية داخل المدارس، والحرص على إيصال الرسائل التوعوية لأولياء الأمور، وكذلك التأكيد على النظافة الشخصية والحث على تغطية الفم والأنف عن السعال أو العطس وغسل الأيدي بانتظام، وإشعار المركز الصحي التابعة له المدرسة فور ظهور الحالة وطلب تقديم الرعاية والتوعية المستمرة للمدرسة، وغيرها من الإجراءات الوقائية والاحترازية التي تتخذها الإدارة وتعمل بها المدارس حفاظاً على سلامة جميع منسوبي المدرسة.
وأكد "الخديدي"، أن الإدارة على تنسيق دائم ومستمر مع مديرية الشؤون الصحية بالمحافظة؛ لاتخاذ الإجراءات اللازمة عند ظهور أي حالة مرضية معدية.