أكدت الدكتورة عائشة محمد العطوي أستاذ التقنية البيئية المشارك بجامعة تبوك والمشرف العام على وحدة الشراكات والتعاون الدولي بالجامعة أن موافقة مجلس الوزراء على انضمام المملكة العربية السعودية إلى اتفاقية بشأن الأراضي الرطبة ذات الأهمية الدولية وخاصة بوصفها مآلف للطيور المائية تأتي ترسيخًا وتسريعًا لجهود المملكة بالمحافظة على البيئة الطبيعية واستمرارًا للنهج الحكيم والرؤية الشمولية للمملكة بتحقيق الاستدامة بأسلوب شامل.
وقالت الدكتورة "العطوي" لـ"سبق": الاستدامة تعدّ ركيزة أساسية في رؤية المملكة العربية السعودية 2030؛ فنجاح التنمية ببعديها الاقتصادي والاجتماعي مرهون تمامًا بحالة النظم البيئية ومواردها.
وأضافت: نظرًا لأن الأراضي الرطبة تعد من البيئات الفريدة في قيمتها من حيث تنوعها البيولوجي ومواردها الطبيعية المتجددة، كما تعتبر من موارد المياه الرئيسية، إذ تسهم في تنظيم كمية ونوعية المياه لتصبح المصدر الرئيس لتغذية المياه الجوفية عندما يكون منسوب المياه منخفضًا، وفضلًا عن أنها توفر البيئة الملائمة لمجموعة متميزة من النباتات والحيوانات ولاسيما الطيور المائية، فإنها تعتبر بيئات أساسية لمعيشة نسبة كبيرة من الأحياء المهددة بالانقراض، وأشارت إلى أنه على الرغم من الفوائد للأراضي الرطبة فإن تدهورها وفقدانها على المستوى الدولي يسير بصورة أسرع بكثير من غيرها من النظم الإيكولوجية.
وأردفت: على قدر اهتمام المملكة بشؤون البيئة المحلية، فإن انضمام المملكة لهذه المعاهدة الدولية يؤكد دعمها لعدد من المبادرات التي أعلنت عنها في وقت سابق على سبيل المثال (السعودية الخضراء - الشرق الأوسط الأخضر - البرنامج الوطني للاقتصاد الدائري للكربون) للتصدي للمخاطر المحدقة بكوكب الأرض بيئيًا ومناخيًا عن طريق السياسات الوطنية المدمجة والتعاون الدولي المنسق.
وتابعت الدكتورة "العطوي": إدراكًا لقيمة الأراضي الرطبة وأهمية الخدمات التي توفرها الأراضي الرطبة لأجيال الحاضر والمستقبل، فهي تلعب دورًا مفصليًا في الاستجابة لظاهرة التغير المناخي وتنظيم الظواهر المناخية الطبيعية والتخفيف منها؛ لما لها من تأثير مهم في تخزين الكربون وتنظيم وضبط مستويات انبعاثات الغازات الدفيئة، وتخفيف حدة الكوارث الطبيعية؛ مثل الفيضانات والعواصف والأعاصير وامتصاص وتنقية المياه، مما يجعلها خطوط الدفاع الأولى عن السواحل والمناطق النائية ضد بعض تأثيرات التغير المناخي؛ حرصًا من الدولة -أيدها الله- على الاستمرار في النهج الحكيم والرؤية الصائبة وتأكيدًا للمسؤولية التكاملية.