الدكتور "الرحيلي": إبرة إيقاف الإنجاب للرجال قرار يحتاج لمراجعة

معلومات بقرب فسحها.. ولم تُسجَّل لها أعراض جانبية
الدكتور "الرحيلي": إبرة إيقاف الإنجاب للرجال قرار يحتاج لمراجعة
تم النشر في

أوضح استشاري طب الأسرة والمهتم بالتثقيف الطبي، الدكتور علاء الرحيلي، أن بعض المجلات العالمية، مثل مجلة الإندبندنت البريطانية، أشارت لقرب فسح الجهات الطبية في الهند لأول إبرة للرجال كوسيلة لمنع الحمل، ويُتوقع أنها سوف تكون متوافرة خلال ستة أشهر، وهو ما أعلنه باحثون من الهند بعد انتهاء التجارب بفاعليتها بنسبة 97.3 %، وبدون تسجيل أعراض جانبية.

وقال "الرحيلي": "هذه الإبرة مفعولها يمكث بالجسم 13 سنة تقريبًا قبل أن تبدأ بفقد قوتها. وآليتها أن تُحقن مادة مباشرة بعد التخدير الموضعي في أنبوب صغير خارج من الخصية ومسؤول عن نقل الحيوانات المنوية من الخصية إلى القناة الدافقة، وتُعتبر بديلاً لعملية قطع الحبل المنوي لإيقاف نسل الرجل؛ إذ إن عملية قطع الحبل المنوي غالبًا غير قابلة للعكس، وتؤدي إلى قطع نسل دائمًا، بينما تعتبر هذه الإبرة قابلة للعكس".

وأضاف: "لكنَّ عمل مثل هذه العملية بقطع الحبل المنوي ذو حساسية وخطورة؛ فالمتقدم لها يفترض أن يكون قد علم بخطرها؛ فهو مرتبط بالإنجاب والذرية. وقد عرَّفنا مَن تقدم لمثل هذه العمليات؛ فلا حل إلا بها في حال الرغبة بالتوقف عن الإنجاب".

وقال: "أعتقد أن الخبر لقي رواجًا في الإعلام؛ لأنه رغم فسح حبوب منع الحمل للنساء منذ عام 1960 إلا أنه لم يتم إقرار وسائل منع حمل مخصصة للرجال باستثناء عمليات قطع الحبل المنوي التي ليست صعبة كإجراء طبي، ولكن لها تبعات نفسية واجتماعية كبيرة على الرجل والأسرة والمجتمع".

وأشار: "ويفترض أن لا تتم إلا بعد جلسات مشورة طبية، وتقييم للدواعي، وللحالة النفسية والطبية لمن يرغب فيها من الرجال، وإفهامه أنها غير قابلة للعكس في أغلب الأحوال، ودونها حواجز أخلاقية وقانونية ومهنية شائكة".

وأوضح الرحيلي: "رغم أن هذه الإبرة يسوَّق لها كبديل لهذه العمليات، وأنها قابلة للعكس مقارنة بالعمليات، إلا أن طول المدة يُعتبر من العيوب الكبيرة، وأنه حتى لو تم اختراع إبرة لإزالة أثرها فسيبقى قرار أخذها ليس سهلاً، ولا أعتقد أنها تعتبر حلاً مناسبًا لأغلب الحالات، كما أن فسحها من قِبل الجهات الطبية في الهند يحتاج للتقييم الحذر من الجهات الطبية في الدول المتقدمة؛ ليتاح المجال لفسحها في بقية دول العالم".

وبيّن: "رغم الأخبار الطبية المتعلقة بحبوب منع الحمل للرجال إلا أنه لم يتم الفسح لأي نوع حتى الآن، وأن فسح مثل هذه الحبوب يحتاج لعشرات السنين بحسب التوقعات الطبية".

واختتم: "أدعو لإنشاء مركز طبي متخصص، تشرف عليه وزارة الصحة، يستقبل الاتصالات المتعلقة بوسائل تنظيم الحمل على غرار مراكز مثيله في الدول المتقدمة؛ لأنها تشعبت، وأصبحت تخصصًا قائمًا بذاته، وحاجة الناس للمشورة الطبية الموثوقة عن وسائل تنظيم الحمل كبيرة بعيدًا عن التسويق التجاري، خاصة أن وزارة الصحة السعودية تشهد تطويرًا لخدماتها على العديد من الأصعدة".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org