"القرقيعان".. تقليد متوارث وعادة شعبية فقدت نكهتها بالبذخ والتفاخر وتحدي العائلات

يحتفل فيه أهالي الشرقية بمنتصف رمضان.. والكثيرون استبدلوا الحلوى والمكسرات بمبالغ مالية
"القرقيعان".. تقليد متوارث وعادة شعبية فقدت نكهتها بالبذخ والتفاخر وتحدي العائلات

في كل عام وتحديدًا في منتصف شهر رمضان المبارك يحتفل أهالي المنطقة الشرقية بما يسمى بالقرقيعان أو الكريكعان أو الناصفة أو الكريكشون، وهو تقليد سنوي ومناسبة تحتفل بها معظم دول الخليج العربي وغيرها من الدول الإسلامية في منتصف شهر رمضان خلال ليالي 13 و14 و15 من ذات الشهر.

"القرقيعان" من العادات والتقاليد المتوارثة في منطقة الخليج؛ حيث كان الأطفال -ولا يزالون- يحتفلون بها ولكن على استحياء، وفيها يحصى الأطفال المنازل التي سيطرقون أبوابها، كما يهيئون أكياسًا مخصصة يدلونها حول أعناقهم من أجل الحصول على الحلوى والشيكولاتة من أصحاب البيوت؛ ولذلك كان أصحاب الدكاكين يقومون بخلط المكسرات والشوكولاتة وتُعرَف هذه المكسرات بقرقيعان.

ولكن مع مرور الزمن تغيرت هذه العادة القديمة والموروث الشعبي إلى ما هو أكبر من ذلك؛ لدرجة أنها فقدت معناها وروحها خاصة عند الأطفال، فالكثير أرجع السبب إلى تفاخر وتباهي الكثير من الأهالي في هذا الموروث الشعبي؛ فأصبح تحديًا بين العائلات مَن يقدم القرقيعان بشكل مختلف ومكلف ماديًّا، وأصبحت الألعاب والأجهزة الإلكترونية تأخذ معظم أوقات الأطفال، وحالت بينهم وبين إحياء هذا التراث الشعبي، وبذلك ذهبت روح ومعنى مثل هذه الأشياء الشعبية التي تحتاج إلى تحرك بين المنازل ومع الأطفال.

لماذا فقد قرقيعان لذته ومتعته؟

أرجع الكثير من الأسر ذلك إلى تفاخر الأسر في هذا الموروث من ناحية الأكل والحلويات وأيضًا ملابس الأطفال والنساء، فتجد الكثير يستبدلون الحلويات والمكسرات بمبالغ مالية تصل إلى قطع ذهب بين الأطفال، وهو ما يحوّل العادة إلى حالة بذخ وقتل المتعة، فهذه المناسبات الشعبية جمالها ببساطتها وعفويتها وليس في البذخ والتفاخر.

وقال آخرون إن متعة ولذة "القرقيعان" في السابق كانت في التعب والمجهود الذي كنا نبذله بزيارة بيوت الحارة، وهذا الأمر كان يجعلنا مستمتعين ومنتظرين لهذه المناسبة الجميلة، ولكن الآن أصبح الوضع مختلفًا، فالأهالي يأخذون الأطفال برفقة العمالة المنزلية بالسيارات لبيوت محددة ولا يجعلونهم يتمتعون بـ"القرقيعان" بالصورة الحقيقية كأيامنا سابقًا؛ لتبقى العادة محدودة داخل المنازل وبين الأقارب.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org