وثّقت "دارة الملك عبدالعزيز"، موقفًا بطوليًّا للمملكة العربية السعودية قبل 72 عامًا، عندما شاركت مع القوات العربية لإنقاذ فلسطين من الاحتلال الصهيوني في عام 1367هـ الموافق لعام 1948م.
وسجل التاريخ، آنذاك، استشهاد عدد من أبطال الوطن على أرض فلسطين، في رسالة تُعيد الموقف السعودي الذي يؤكد سياسة المملكة الواضحة والداعمة للقضية للفلسطينية منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه.
ونشرت "الدارة" فيلمًا تاريخيًّا وثائقيًّا بعنوان "نداء الشهامة.. الجيش السعودي في فلسطين 1367هـ 1948م" في قناة اليوتيوب لدارة الملك عبدالعزيز، وعلى حسابها الرسمي في "تويتر"، والذي تضمّن مقابلات ولقاءات مع أبطال سعوديين وثّقوا أحداثَ وذكرياتِ مشاركتهم آنذاك في الدفاع عن الأراضي الفلسطينية.
ووفقًا للفيلم التاريخي، روى اللواء متقاعد "علي اليامي" تفاصيلَ تلك المعركة، قائلًا: تمّت تلبية النداء للمتطوعين العرب للدفاع عن فلسطين، وبعد وصولنا، أرسلت لنا الجامعة العربية أحد المسؤولين وهو "طه الهاشمي"، الذي تولي تنسيق مشاركاتنا في الحرب بفوج عسكري من الأبطال السعوديين، وأطلقوا علينا اسم (فوج اليرموك الأول)؛ مبينًا أنهم شاركوا في الهجوم على معسكر صهيوني محصّن وتمكنوا من اقتحامه، واستُشهد خلال الهجوم 83 شهيدًا، وأصيب عدد من الجرحى.
وقال "إبراهيم العتيبي"، من أوائل المشاركين المتطوعين للدفاع عن فلسطين: الأبطال السعوديون البالغ عددهم 513 بأمر من الملك عبدالعزيز، وصلوا إلى فلسطين سيرًا على الأقدام، والْتقوا بالممثلية السعودية في "باب العموم" التي وجّهتهم للانضمام إلى القائد الفلسطيني "عبدالقادر حسين"، وشكّلنا أنفسنا وحمَلنا العلَم السعودي، وحررنا قرية المالكية، ثم توجهنا إلى قرية سعسع في لبنان، ثم الرامة، ثم قرية الشجرة، التي دارت فيها المواجهات، وانتصرنا عليهم هناك.
وأضاف: سجل الأبطال السعوديون مواقف بطولية، واستشهد منهم 134، وأصيب منهم 34 بجروح خطيرة، ونال 130 منهم أوسمة.
وكانت "دارة الملك عبدالعزيز" قد أظهرت صورة لضباط الجيش السعودي المشاركين في الدفاع عن فلسطين 1367- 1368هـ (1938م)؛ بما يؤكد أنه مثلما تبذل المملكة العربية السعودية صوتها وثقلها الدوليين لفلسطين الحبيبة؛ فقد بذلت شجاعة ودم أبنائها في سبيل الدفاع عنها. وعادت تلك اللقطة بالذاكرة العربية والإسلامية قبل 72 عامًا، وإلى عهد "شرف" وعدالة القضية الفلسطينية.
وفي وقت سابق، جدد مجلس الوزراء، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك "سلمان بن عبدالعزيز آل سعود"، تأكيد الموقف الثابت للمملكة، منذ تأسيسها على يد الملك المؤسس وحتى الآن، تجاه القضية الفلسطينية والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، وتقديم الحلول العادلة له، ومن ضمنها المبادرات العربية للسلام التي قدمتها المملكة، وأكد المجلس أن المملكة تُطالب دومًا بضرورة إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية؛ وفقًا للمرجعيات الدولية ومباردة السلام العربية.