شدَّد إمام وخطيب مسجد قباء المدير العام لمركز البيان لتدبر معاني القرآن بالمدينة المنورة، الشيخ صالح عواد المغامسي، على أنه لا عداء بيننا –قيادة وشعبًا في المملكة العربية السعودية - وبين الأمة التركية نفسها، ولا توجد بيننا أي عداوة؛ فنحن وهم يجمعنا الإسلام، وهو أوثق رباط، وأجلّ ميثاق، وعلى هذا ابتلوا وابتلينا بزعيم "ظهر فيهم"، يطلب شيئًا ليس له. مؤكدًا في هذا الصدد بأن "أردوغان لن يجرنا إلى أن نعادي الأمة التركية. وما يفعله حاليًا تدخُّل في الشؤون العربية".
وأشار الشيخ صالح المغامسي: الله سبحانه قضى أن يكون خاتم الأنبياء عربيًّا، وأن يكون خاتم الكتب السماوية عربيًّا {قرآنا عربيًّا غير ذي عوج لعلهم يتقون}. لافتًا إلى أنه من لوازم هذا أن المسلمين جميعًا تبع للعرب في هذا الأمر.
وفي التفاصيل، طرح المغامسي قراءة شرعية وسياسية لما يقوم به الرئيس التركي أردوغان من عداء للسعودية خلال برنامج "الأبواب المتفرقة" الذي يُعرض كل يوم سبت على قناة "mbc"؛ إذ قال: "يصدق القول على أردوغان المثل العربي (أسمع جعجعة ولا أرى طحنًا). في البداية زار إسرائيل، ووضع إكليلاً من الزهور على قبر هرتزل الذي يعد الأب الروحي والمؤسس للصهيونية الحديثة، وكأنه يقول لإسرائيل (ما سترونه مني بعد ذلك إنما هو قول ليس من ورائه شيء). شدة في القول، ولين في الفعل".
وأضاف: "بعد ذلك مضى أردوغان للعالم الإسلامي، وأحسن علاقته ببلادنا المملكة العربية السعودية حتى أن هذه كانت -وما زالت وستبقى- مأرز الإسلام الأول على كره ممن يكره، ورضا ممن يرضى؛ فمنحته الدولة جائزة الملك فيصل العالمية تشجيعًا له على الخط الذي أظهره للناس، ثم بعد ذلك ظهر من الرجل شيء دفين على بلادنا، لا يستطيع أن يكتمه؛ فجلب بخيله ورجله على السعودية". مشيرًا في هذا الصدد إلى أنه عندما وقعت الأزمة مع أبناء عمومتنا في قطر تدخَّل فزاد الفجوة بيننا، وأتى بعسكره إلى قصر الوجبة الذي طُرد منه أجداده من قبل.
وتابع "المغامسي" متحدثًا عن خطط ومكر الرئيس التركي بالسعودية: أتى إلى السودان، وأقنع الحكم السابق بأن يأخذ "سواكن" قاعدة عسكرية له، فأراد أن يحيطنا عسكريًّا من الشرق والغرب.
وخاطب المغامسي الرئيس التركي أردوغان: "أنت تقول أنك موعود بإمامة المسلمين والخلافة العظمى عند أنصارك، فلا نريد أكثر من أن تنزع العلم الإسرائيلي من سفاراتها في إسطنبول، وتقول للسفير الإسرائيلي تفضل وعد إلى بلادك".
وأوضح أن أردوغان وجماعة الإخوان المسلمين -مع الأسف- تاجروا بالقضية الفلسطينية متاجرة تدل على أنها نواصٍ كاذبة في كل محفل ومقام!! فهو حارب بلادنا بسنانه ولسانه، وأراد أن يجلب علينا بخيله ورجله.
وأقسم المغامسي: "والله إنه أقل شأنًا في أعيننا من أن نذكره في برنامج لنا، ولكن نتكلم بإيجاز تعقيبًا على ما ذكره الشيخ عائض القرني".
وتابع: "فقد أتى بالمتناقضات في نفسه وسلطانه وقراراته، ويطلب المنافسة على زعامة العالم الإسلامي، وهي شيء ليست له، ويعلم يقينًا أنه لن يصل إليها إلا إذا أزال هذه الدولة من قدرها، ولكنها ستبقى عزيزة منيعة، يؤمها المسلمون من كل مكان".
ولفت المغامسي: "ليعلم أردوغان وروحاني ومَن يناصرهما من العرب أن المسلمين لن يقبلوا أن يعلو منبر الحرمين الشريفين أحد يدعو إلى الشرك، أو يدعو إلى سب الصحابة". مشيرًا في هذا الصدد إلى تغلغل الصوفية القبورية في تركيا، وتغلغل سب الصحابة في إيران.
واستغرب المغامسي وصف إسماعيل هنية، زعيم حركة حماس، قاسم سليماني بأنه شهيد القدس!! وهذا يثبت أن "النبتة الإخوانية نبتة سوء". موضحًا أن القدس لم ترتبط برجل في الإسلام بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما ارتبطت بعمر رضي الله عنه؛ فقد فُتحت في عهده. متسائلاً: فكيف يصبح قاسم سليماني الذي يلعن عمر رضي الله عنه شهيدًا للقدس؟!