بينما تتجه الأنظار إلى الفعاليات الترفيهية والأعمال المتنوعة في مدينة الرياض، تستعد العاصمة السعودية لحدث مهم يتمثل في الافتتاح الرسمي لمترو الرياض. يُعد المترو العمود الفقري لنظام النقل العام في المدينة، حيث من المتوقع أن يستوعب 1.2 مليون راكب يومياً في مراحله الأولى، ليصل هذا الرقم إلى 3.6 مليون راكب عند اكتمال المشروع.
ويمتد المترو على ستة محاور رئيسية بطول إجمالي يبلغ 176 كيلومترًا، ويضم 84 محطة، تغطي أغلب المناطق ذات الكثافة السكانية والمنشآت الحكومية، والتجارية والتعليمية والصحية.
كما يرتبط بمطار الملك خالد الدولي ومركز الملك عبدالله المالي والجامعات الكبرى ووسط المدينة ومركز النقل العام.
من جهته صرح أحمد سيد، مدير تطوير الأعمال في “أكسيونا الشرق الأوسط”، بأن مترو الرياض سيلعب دوراً حيوياً في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، ليس فقط من خلال تنويع الاقتصاد، بل أيضاً عبر تحسين جودة الحياة.
فقد أُطلق برنامج “جودة الحياة” بعد عام واحد فقط من إعلان رؤية 2030، بهدف رفع مستوى المعيشة وتحقيق الراحة للأفراد والعائلات والمجتمعات، ومن المتوقع أن يسهم مترو الرياض في تحقيق هذين الهدفين معاً.
تظهر العديد من الأبحاث وجود ارتباط وثيق بين جودة وسائل النقل ومستوى حياة السكان ورضاهم. في الرياض، يعتمد حوالي 90٪ من السكان على السيارات الخاصة أو سيارات الأجرة للتنقل، مما يؤدي إلى آثار سلبية مثل تلوث الهواء، ازدحام الطرق، التوتر، وقضايا الأمان الشخصي.
ويؤدي هذا الاعتماد على السيارات إلى ما يُسمى “العزلة الاجتماعية”، حيث قد يتجنب الكثيرون زيارة العائلة أو الأصدقاء لتفادي الزحام. يوفر نظام المترو الجديد حلاً لهذه المشكلات، حيث سيسهم في تسهيل الوصول إلى الأنشطة الاجتماعية وتقليل العزلة، وبالتالي تحسين جودة الحياة.
وفقاً لتقرير أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة لعام 2023، فإن 50٪ فقط من سكان المدن حول العالم يتمتعون بوصول مريح إلى وسائل النقل العامة. ومع افتتاح مترو الرياض في عام 2024، من المتوقع أن يسهم سكان الرياض البالغ عددهم 8 ملايين نسمة في رفع هذه النسبة.
تثبت أنظمة النقل الفعّالة مثل المترو قدرتها على تحقيق فوائد اقتصادية تتجاوز التحليلات التقليدية للتكلفة والفائدة. تشير الدراسات إلى وجود علاقة وثيقة بين قطاع النقل ومعدلات التوظيف، حيث يسهم تقليل تكاليف ووقت التنقل في تعزيز فرص العمل وتوافق أفضل بين أصحاب العمل والباحثين عن وظائف. يعزز هذا النظام الإنتاجية ويزيد من جاذبية المناطق التجارية، مما يدعم النمو الاقتصادي.
يواكب مترو الرياض التطورات المستقبلية للمدينة، حيث سيشهد المزيد من التوسعات التي تتماشى مع النمو السريع للمدينة. كما يجذب المشروع استثمارات من شركات كبرى، دولية ووطنية، مما يعزز مكانة الرياض كمركز تجاري إقليمي. هذه الاستثمارات ستسهم في تعزيز قطاعات مختلفة، وستعود بفوائد اقتصادية وإنتاجية كبيرة.
باختصار، يمثل مترو الرياض أكثر من مجرد مشروع بنية تحتية؛ فهو محرك رئيسي لتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 في بناء اقتصاد متنوع ومستدام، وتحسين جودة الحياة في المدينة.
الجدير بالذكر أن شركة "أكسيونا" هي شركة عالمية رائدة في توفير الحلول التجديدية لاقتصاد خال من الكربون، يشمل نطاق أعمالها: (الطاقة المتجددة، ومعالجة المياه وإدارتها، وتقدم خدماتها في مجالات الطاقة المتجددة ومعالجة المياه وإدارتها وأنظمة النقل والتنقل الفعالة بيئيًا، والبنية التحتية المرنة وما إلى ذلك)، وأصبحت الشركة محايدة للكربون منذ عام 2016، وقد سجلت "أكسيونا" مبيعات بلغت 17.02 مليار يورو في عام 2023 ولها وجود تجاري في أكثر من 40 دولة.