قال اختصاصي الإرشاد النفسي والتوجيه إن المخدرات والمؤثرات العقلية ليست مجرد مواد تهدد العقل والجسد، بل هي أدوات تهدم الطموحات، وتُدمِّر المجتمعات.. ونحن قادرون على التصدي لهذا الخطر الداهم.
وتفصيلاً، أوضح الدكتور فواز بن كاسب العنزي لـ"سبق" أن مبادرة "وطننا أمانة"، التي نُظمت في محافظة الرس، لا تنفصل عن أبعاد التنمية المستدامة التي تسعى السعودية لتحقيقها، سواء على المستوى الاقتصادي، أو الاجتماعي، أو البيئي.
وأضاف بأن كل محاضرة، وكل ورشة عمل، وكل لقاء كان يشهد تفاعلاً إيجابيًّا من جميع المشاركين؛ وهو ما يعكس وعيهم بأهمية دورهم في حماية وطنهم، سواء على المستوى الاقتصادي، أو الاجتماعي، أو البيئي.
وبالنسبة للبُعد البيئي فإن الحفاظ على البيئة، والمشاركة الفعالة في تنميتها، كانا محورًا مهمًّا في هذه المبادرة؛ إذ تم التشجيع على تقليل التأثيرات السلبية للأنشطة البشرية، وتعزيز الممارسات البيئية الإيجابية.
وأردف بأنه تم رفع الوعي حول أهمية الرعي المسؤول، والمحافظة على الغطاء النباتي؛ لأن الحفاظ على الموارد الطبيعية جزء أساسي من التنمية المستدامة، والرعي المستدام، الذي يدعو إلى الحفاظ على الغطاء النباتي، ومنع استنزاف الأراضي.. وهو ممارسة تعكس التزام المجتمع بحماية بيئته.
وقال "ابن كاسب" إن المشاركة الفعالة من الأهالي في دعم هذا الجانب البيئي تعزز من استدامة المبادرات المجتمعية، وتخلق وعيًا بيئيًّا، يمكن أن يُعتمد عليه في الأجيال القادمة. وإن الاهتمام بهذا الجانب البيئي في المبادرة ينسجم تمامًا مع رؤيتنا الشاملة لحماية المجتمع من المخاطر كافة، بما في ذلك المخاطر البيئية.
وبيَّن أنه حظي بشرف المشاركة في مبادرة "وطننا أمانة"، التي نُظمت في محافظة الرس، وكانت هذه التجربة مليئة بالدروس والمعاني العميقة التي تعكس الكرم والجود والطيبة التي يشتهر بها أهالي الرس. وكانت هذه المبادرة استجابة لحملة سمو ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان؛ لمواجهة آفة المخدرات والمؤثرات العقلية، وهي مشكلة تمثل تحديًا كبيرًا لأجيالنا الشابة.
وأشار إلى أن ما شاهده في هذه المبادرة لم يكن فقط حراكًا مجتمعيًّا هادفًا، بل كان تجسيدًا لروح العطاء والتعاون، التي يتميز بها أهل الرس، الذين أثبتوا أن مجتمعهم هو نموذج يحتذى به في التلاحم الوطني والإنساني. وقد برزت قيم الكرم والجود في تعاملاتهم، سواء في تنظيم الفعاليات أو في استقبال المشاركين والزوار.. وقال: شعرتُ بتلك الروح الطيبة التي تسود بينهم.
واختتم بأن مشاركته في "وطننا أمانة" أكدت أن الكرم والجود والطيبة التي يتحلى بها أهالي الرس هي الركيزة الأساسية التي تقوم عليها نجاحات المبادرات المجتمعية، بفضل تلاحمهم وتعاونهم نحو مستقبل أفضل وأكثر أمانًا لأجيالنا القادمة، في إطار التنمية المستدامة التي تشمل جميع أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، مع تركيز خاص على المحافظة على البيئة وتنميتها، من خلال الرعي المسؤول، والممارسات البيئية المستدامة.
يُذكر أن دعم وزيارة الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود آل سعود، أمير منطقة القصيم، كان لهما تأثير كبير في تأكيد أهمية هذه الجهود المجتمعية؛ فقد أعرب عن إعجابه بالتنظيم الرائع، والتعاون الذي شهدته الفعاليات، وأكد ضرورة استدامة مثل هذه المبادرات التي تتماشى مع رؤية السعودية 2030.
وتمكنت المبادرة من تحقيق تأثير كبير تحت إشراف محافظ الرس حسين العساف، وقيادة اللجنة التنظيمية التي تضمنت الدكتور عبدالله العقيل، والدكتور حمود الحربي، والدكتور وليد الشعبي، وسكرتير اللجنة الأستاذ ماجد العوفي، إلى جانب العديد من المتطوعين، أمثال سلطان الحمود وصالح البشري.