أوضحت الدكتورة فخر الأيوبي استشاري صيدلي في جامعة الملك سعود الرياض، أن الالتهاب الرئوي هو التهاب الحويصلات الهوائية في إحدى الرئتين أو كلتيهما. حيث تُملأ الحويصلات الهوائية بالسوائل أو بالصديد، الأمر الذي يُسبب السُعال المصحوب بالبلغم، والحمى، وصعوبة في التنفس.
وقالت د. "الأيوبي": من الممكن أن يكون سبب الإصابة هي البكتيريا، أو الفيروسات أو الفطريات، ويعد الالتهاب الرئوي هو أكبر مرض مُعْدٍ قاتل بين البالغين والأطفال، حيث أودى بحياة 2.5 مليون شخص، من بينهم 672 ألف طفل في عام 2019، ومع إضافة الوفيات الناجمة عن COVID-19 الذي تسبب في ملايين الوفيات في عام 2020، ليرتفع العدد الإجمالي إلى أكثر من أربعة ملايين شخص، وجدير بالذكر أنه لا توجد عدوى أخرى تسببت في هذا القدر من الوفيات.
وأشارت إلى أن تلوث الهواء يعتبر عامل الخطر الرئيس للوفاة من الالتهاب الرئوي في جميع الفئات العمرية، ويُعزى ثلث الوفيات الناجمة عن الالتهاب الرئوي تقريبًا إلى تلوث الهواء، حيث أسهم تلوث الهواء المنزلي في 423 ألف حالة وفاة، بينما أسهم تلوث الهواء الخارجي في وفاة 326 ألف حالة.
ولفتت إلى أن اللقاحات لها دور كبير وفعال في الوقاية من مخاطر الالتهاب الرئوي، حيث تُعتبر اللقاحات بكتيريا أو فيروسات ميتة أو ضعيفة (بحيث لا تملك القدرة على إحداث المرض)، ويتم إعطاؤها للشخص لتعمل على تحفيز الجهاز المناعي في الجسم وإنتاج أجسام مضادة تتعرف على الميكروب بشكل مبكر، وبالتالي يقوم بمحاربته إذا دخل الجسم مرة أخرى لمنع المرض.
وأكدت د. فخر الأيوبي أن الالتزام بالتطعيمات لمختلف الالتهابات الرئوية في الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سن السنتين، وفي الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين وخمس سنوات الذين هم عرضة بشكل خاص لمرض المكورات الرئوية، والأطفال الذين يرتادون مراكز رعاية الأطفال الجماعي، وحالات معينة من الكبار، حسب الجرعات الموصى بها، يساعد على الوقاية من العدوى البكتيرية التي تسببها البكتيريا العقدية الرئوية والتي تسبب مضاعفات مختلفة مثل التهابات الأذن، والتهاب الجيوب الأنفية، والالتهاب الرئوي، والتهابات مجرى الدم، والالتهاب السحائي.
وأضافت: صنفت منظمة الصحة العالمية قائمة تضم 26 مرضًا يمكن الوقاية منهم عن طريق اللقاحات، وتأتي عدوى المكورة الرئوية الأول في اللائحة، يليها حمى التيفوئيد والتهاب الكبد الوبائي وشلل الأطفال والمستدمية النزلية وداء الكلب، وغيرهم.
وأردفت: الفئات المستهدفة للقاحات وهي أولًا الأطفال في عمر شهرين، و4 أشهر، و6 أشهر، و12 إلى 15 شهرًا كجزء من التطعيم الروتيني في مرحلة الطفولة، (مع ضرورة الالتزام بموعد كل جرعة)، حيث يُعطى معظم الأطفال اللقاح PCV13.
وتابعت: بالنسبة للبالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 19 إلى 64 عامًا والذين لديهم حالات معينة أو عوامل خطر، ولم يتلقوا لقاحًا مقترنًا في السابق، والذين لم يكن تاريخ تطعيمهم معروفًا، يمكن أن يتلقوا لقاح PCV20 أو PCV15 متبوعًا بجرعة من لقاح PPSV23 بعد 8 أسابيع على الأقل.
وقالت د. فخر الأيوبي: بالنسبة لكبار السن من عمر 65 عامًا أو أكثر، فيمكن للأشخاص الذين لم يتلقَّوا لقاحًا مقترنًا في السابق أو الذين لم يكن تاريخ تطعيمهم معروف، الحصول على لقاح PCV13 (لمن لم يتلقوا اللقاح من قبل)، أما لمن تلقوا اللقاح من قبل يعطوا PCV20 أو PCV15 متبوعًا بجرعة من لقاح PPSV23 بعد ذلك بسنة على الأقل.
وشددت على ضرورة الاهتمام بالنظافة الشخصية حيث تحمي من عدوى الجهاز التنفسي التي غالبًا ما تؤدي إلى الالتهاب الرئوي، وغسل اليدين بانتظام أو استخدم معقم خاص في الأماكن العامة، وكذلك الامتناع عن التدخين والذي يدمر الدفاعات الطبيعية للرئة ضد عدوى الجهاز التنفسي، بالإضافة إلى الحفاظ على الجهاز المناعي قويًا بأخذ التطعيم الموصى به طبيا مع الحرص على النوم بشكل كافٍ، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، واتباع نظامًا غذائيًا صحيًا. وكذلك الالتزام بجدول التطعيمات للأطفال والكبار.
ودعت د. فخر إلى إنشاء برنامج توعية صحي هدفه الرئيسي توعية وتثقيف المجتمع في جميع الفئات العمرية وجميع القطاعات في المملكة العربية السعودية لكي ينتج مجتمع صحي خالي من الامراض، يتمتع أفراده بصحة جيدة يستطيعون العمل والإنتاج وخدمة الوطن.