مختص: الكبار عُرضة للتنمر الإلكتروني.. لا يقتصر على الشخصيات العامة

غالبًا ما يكون الذي يضايقك غريبًا وفي بعض الحالات من أحد معارفك
مختص: الكبار عُرضة للتنمر الإلكتروني.. لا يقتصر على الشخصيات العامة

أكد الكاتب في أمن المعلومات لدى شركة "إسيتESET" "عامر عويضة"، أنه يمكن أن يحدث التنمر عبر الإنترنت لأي شخص في أي وقت وفي أي عمر.

وقال ترتبط عقولنا عادة بالأطفال والمراهقين، عندما يتم ذكر موضوع التنمر الإلكتروني أو التنمر عبر الإنترنت. لقد قيل الكثير عن موضوع التنمر الإلكتروني من قِبَل علماء النفس والمنظمات والشخصيات العامة، وكذلك الأطراف المعنية الأخرى. وفي كثير من الأحيان لا ندرك أن الكبار يمكن أن يكونوا ضحايا للتنمر الإلكتروني أيضًا.

وأضاف: إذا كنت تعتقد أن الأمر فيه مبالغة؛ عليك إلقاء نظرة على التعليقات تحت منشورات وسائل التواصل الاجتماعية للمشاهير أو الرياضيين أو حتى السياسيين. يمكنك أن تقول: "هؤلاء شخصيات عامة ويجب أن يكونوا قادرين على التعامل معها، واعتبار الأمر بمثابة النقد البنّاء"، نعم بكل تأكيد، ولكن متى يتجاوز النقد حدوده ويتحول إلى تنمر إلكتروني؟

وأضاف: لا يقتصر التنمر الإلكتروني على الشخصيات العامة، يمكن لأي شخص أن يصبح هدفًا له. "مركز بيو للأبحاث" كشفت دراسته الأخيرة حول التحرش عبر الإنترنت أن ما يقرب من أربعة من كل عشرة بالغين أمريكيين قد تعرضوا شخصيًّا للتحرش عبر الإنترنت، ووجد أن ربع المجيبين كانت تجربتهم مزعجة للغاية.

وأشار إلى أن كل شخص يمكن أن يكون هدفًا بغض النظر عن العمر، هذا الاقتباس من دراسة "بيو" التي أجراها خلال ضحية يبلغ من العمر 59 عامًا يقول: "إن التنمر الإلكتروني مجهول الهوية لا يرحم. يجدون نقطة الضعف ويطرقون عليها مرارًا وتكرارًا".

وعندما نحتفل بيوم "إيقاف التنمر الإلكتروني"، يجب أن نعلّم أنفسنا علامات وتهديدات التنمر الإلكتروني وكيف يمكننا مواجهته.

وقال يعرف قاموس Merriam-Webster معنى التنمر الإلكتروني على أنه "النشر الإلكتروني للرسائل عن شخص ما (على سبيل المثال لطالب)، ويتم بشكل مجهول في الغالب"؛ بينما يعرّفه موقع stopbullying.gov بأن "التنمر الإلكتروني هو تنمر يحدث عبر الأجهزة الرقمية مثل الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر والأجهزة اللوحية".

وأضاف: يتم ذلك على وسائل التواصل الاجتماعي وخدمات المراسلة وأقسام التعليقات والمنتديات، أو حتى على منصات الألعاب. وسائل التواصل الاجتماعية هي القناة الأكثر انتشارًا. وذكر أن ما يقرب من 60٪ من الأمريكيين الذين شملهم الاستطلاع في دراسة "بيو" أن أحدث حلقة من المضايقات التي تعرضوا لها كانت من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.

وتابع: قد تواجه أنواعًا مختلفة من هجمات التنمر الإلكتروني؛ سيركز بعض المتنمرين على معتقداتك -سياسية أو دينية أو غيرها- بينما قد يهدف البعض الآخر إلى مظهرك الجسدي أو شخصيتك أو جنسك أو عرقك أو توجهك الجنسي أو أي شيء يظهر أنه سهل الهدف وقد يصيبك في مقتل.

وأردف: قد يحاول المتنمرون إهانتك عن طريق الكشف عن معلومات شخصية حساسة تفضل الاحتفاظ بها خاصة. وغالبًا ما يكون الشخص الذي يضايقك غريبًا وفي بعض الحالات قد يكون أحد معارفك أو زميلك في العمل أو حبيب سابق.

عندما ينخرط العديد من الجناة في فعل التنمر الإلكتروني، يطلق عليه اسم المضايقة. يرتبط هذا أحيانًا بمكان العمل؛ حيث يحاول الموظفون الآخرون إجبار شخص ما على ترك عمله باستخدام التخويف والإذلال ونشر الشائعات الخبيثة أو بوسائل أخرى.

قراءة ذات الصلة: التنمر الإلكتروني: ما الفرق بينه وبين المضايقة وجهًا لوجه؟

لقد ذكرنا أيضًا منصات الألعاب. كان التنمر الإلكتروني منتشرًا إلى حد كبير في مجتمع الألعاب الإلكترونية، وعادة ما يحدث عندما يكون أداء اللاعب خلال اللعبة ضمن الفريق دون المستوى الأمثل، ثم ينخرط أعضاء الفريق الآخرون في توبيخهم باستخدام الهجمات الشخصية واللغة المبتذلة. ومن أسوأ مظاهر التنمر الإلكتروني (وليس فقط في مجتمع الألعاب) هو البلاغات الكاذبة، وهو تكتيك ينطوي على خداع خدمات الطوارئ لإرسال فريق استجابة للشرطة إلى عنوان شخص عن طريق الإبلاغ عن وجود رهينة أو التهديد بوجود قنبلة. وأدت هذه النوعية من الحوادث في بعض الأحيان إلى حدوث وفيات.

وقال: يمكن أن تكون المناقشات السياسية على وسائل التواصل الاجتماعي أو المنتديات المختلفة بؤرًا للتنمر الإلكتروني أيضًا. وتزداد حدة التعليقات والنقاشات ويرغب المشاركون في إقناعك بأن الحزب الذي اختاروه هو الحل لجميع مشاكل البلاد. ويمكن أن يتحول الخطاب المدني إلى خطاب لاذع أو كراهية وتنتشر التعليقات الخبيثة والحجج الإعلانية. ولسوء الحظ، من أجل تفاقم الأمور، ينضم المتصيدون فقط بهدف إشعال النار ومعرفة ما يحدث.

والآن؛ مما الذي يمكنك فعله لحماية نفسك من التنمر الإلكتروني؟

وعن تدابير الحماية والتفاعل، قال: عندما يتعرض الأطفال والمراهقون للتنمر الإلكتروني، ينصحون عادةً باللجوء إلى الكبار للحصول على المساعدة، ولكن ما الذي يمكن أن يفعله الكبار؟

وأضاف: من المدهش أن النصيحة لا تزال متشابهة تمامًا، فعلى الكبار اللجوء إلى السلطات. ويعتبر التنمر الإلكتروني جريمة في العديد من أنحاء العالم المتقدم، والشرطة أو المنظمات التي تتعامل مع هذا النوع من الجرائم، يمكنك إبلاغهم للبدء في التحقيق.

ولكن ماذا يجب أن تفعل إذا كنت تريد تجنب اللجوء إلى الشرطة والاحتفاظ بتلك الخطوة كخيار أخير؟

وقال: تحتوي معظم منصات وسائل التواصل الاجتماعي على أدوات للتعامل مع أي نوع من الإساءة عبر الإنترنت. على الفيسبوك، يمكنك الإبلاغ عن التعليقات المسيئة والمشاركات والملفات الشخصية ويمكن عمل حظر أيضًا. كما يقدم عملاق الشبكات الاجتماعية صفحات مخصصة للمساعدة في إساءة السلوك والتسلط أو المضايقة على منصته، ويشجع إنستجرام أيضًا المستخدمين على الإبلاغ عن أي حالات من البلطجة والمضايقة، ويقدم موارد لمساعدة أولئك الذين عانوا منها. كما يقدم تويتر أيضًا نصائح حول كيفية التعامل مع الإساءة عبر الإنترنت على منصته.

وأضاف: عندما يتعلق الأمر بمنصات الألعاب عبر الإنترنت، ينطبق الشيء نفسه عادةً، فتفرض غالبية منصات الألعاب الشائعة نوعًا من الإجراءات الوقائية ضد البلطجة والمضايقات. وعادة ما تشتمل هذه الإجراءات على مزيج من التقارير اليدوية للاعبين والكشف التلقائي عن السلوك المسيء؛ مما قد يؤدي إلى إجراءات حظر مؤقتة وأيضًا دائمة لمرتكبي المخالفات، ويمكنك أن تجادل بالقول بأنه يمكنهم الاشتراك مرة أخرى من خلال بريد إلكتروني آخر، ولكن سيتعين عليهم بدء رحلتهم في اللعبة من نقطة الصفر؛ وهو ما قد يكون رادعًا كافيًا للاعبين المتعصبين والمتنمرين.

وتابع: تذكر دائمًا أن التنمر الإلكتروني ليس خطأ الضحية أبدًا.. لا يجب معاملة أي شخص بقسوة أو الهجوم عليه؛ بصرف النظر عن مَن هم ومن أين أتوا.. وإذا حدث لك أي شيء من هذا القبيل، يجب ألا تصمت واطلب المساعدة، تحدث إلى أصدقائك أو أفراد عائلتك أو مسؤولي الموارد البشرية أو حتى أخصائيي الرعاية الصحية، إنهم موجودون لمساعدتك في إيجاد حل للمشكلة.

وختم حديثه قائلًا: من المهم أيضًا الاحتفاظ بأدلة على التنمر الإلكتروني وإساءة الاستخدام عبر الإنترنت؛ بحيث يمكنك إثبات حدوث ذلك إذا قررت الإبلاغ عنه. احتفظ بنسخ من الرسائل المباشرة أو مشاركات المدونة أو منشورات وسائل التواصل الاجتماعي أو رسائل البريد الإلكتروني أو الصور أو أي شيء آخر تم استخدامه.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org