تصوير - فرانكو بوت يش: وثّق نائب رئيس المنظمة الدولية للإبل في منطقة أمريكا الجنوبية ICO، دانيال أوريبي، رحلة هجرة "الغواناكو" - أحد أنواع الإبليات - عندنا تشتدّ الأوضاع المناخية في صحراء "باتاغونيا" والهروب من شتائها القارس.
وقال: إنه "حينما تشتد الأوضاع المناخية وتقسو بحدتها على البيئة وما حولها في صحراء باتاغونيا، لا تجد الحيوانات وأشهرها الغواناكور، سوى اتخاذ قرار الهجرة، وهو قرار سنوي له ميعاد في اتخاذه وتوقيت محدد في تنفيذه، فالغواناكو تدرك أن الهروب من شتاء باتاغونيا القارس والقاسي يعني استمرار بقائها على قيد الحياة".
وأضاف: أن "صحراء باتاغونيا واحدة من أكبر صحاري العالم، وتحتلّ المركز الخامس بين الأكبر مساحة؛ حيث تبلغ مساحتها حوالي 670 ألف كيلومتر مربع، ويقع معظمها في الأرجنتين وجزء منها في تشيلي".
وعن تلك الرحلة يقول دانيال أوريبي، في منطقة أمريكا الجنوبية ICO : إنها "رحلة محفوفة بالمخاطر، والأوضاع تتطلب من جميع المهتمين بشؤون الإبل والحياة البرية ضرورة التفكير في توفير الحماية خاصة في طرق هجرة الغواناكو".
وجاءت دعوة "أورييي" بضرورة التفكير في حماية هذه الحيوانات الشهيرة، بعدما شوهدت مجموعة مكونة من 100 حيوان من "الغواناكو" عند سفح هضبة بحيرة بوينس إيرس، هروبًا من تبعات شتاء باتاغونيا القاسي، وذلك بعد رحلة سفر طويلة بحثًا عن الحياة، بعدما تضرر الغطاء النباتي من الثلج الكثيف والصقيع، وخوفًا من ذوبان الجليد مع ارتفاع درجات الحرارة؛ مما دفع بهذه الحيوانات لاتخاذ قرار البحث عن المناطق العليا عبر تسلق الهضبة البيضاء.
وأكد "أوريبي" أن رحلة حيوانات "الغواناكو" أعطت مؤشرات نجاحها بعد وصول الفوج الأول إلى سفح الهضبة؛ حيث بدؤوا في سبتمبر الصعود إلى وجهتهم بعد 9 ساعات كاملة من المشي قطعوا خلالها 30 كيلومترًا، وبذلك تكون هذه المجموعة هي الأولى هذا العام التي نجحت في تسلق الهضبة البيضاء هروبًا من تبعات شتاء "باتاغونيا" القاسي.
ويحد صحراء "باتاغونيا" غربًا جبال الإنديز والمحيط الهادئ، وهي عوامل جعلت من طقسها حارًّا صيفًا وشديد البرودة شتاء؛ حيث تصل درجة الحرارة إلى 40 درجة مئوية صيفًا، ومع انخفاض درجات لتتراوح ما بين 12 و 3 درجات مئوية شتاء، يتأثر الغطاء النباتي بشدة، أو على الأقل تنخفض كثافته؛ وهو ما يجبر حيوانات "الغواناكو" لاتخاذ قرار الهجرة.
ومع تبعات شتاء "باتاغونيا" أصبح من المعتاد سنويًّا رؤية أفواج "الغواناكو" في رحلة هجرتها نحو الحياة، بحثًا عن مناطق أكثر أمانًا وأكثر وفرة في الغذاء والغطاء النباتي، ولا تجد هذه الحيوانات أمامها سوى قرار تسلق هضبة بحيرة بوينس إيرس.
الجدير بالذكر أن المنظمة الدولية للإبل (ICO) هي منظمة غير ربحية مقرها الرياض، أسسها فهد بن حثلين في شهر مارس 2019، وتضم حاليًّا 105 من الدول الأعضاء على مستوى قارات العالم الست، وتهدف إلى تطوير وخدمة كل ما يتعلق بالإبل كموروث وثقافة عالمية.