حقق ابتكار سعودي براءة اختراع عالمي جديد، يسهم في رفع كفاءة عمل الألواح الشمسية في توليد الطاقة؛ لتناسب أجواء السعودية بنسبة تصل إلى 25 %، بما يزيد من كفاءة الخبرات الشمسية الكهروضوئية.
واعتبر المشاركون في اللقاء الذي أقيم بجدة أن الابتكار السعودي الجديد سيدعم صناعة وتوليد الطاقة في العالم.
جاء ذلك في ملتقى شركاء الطاقة بمشاركة عدد من الخبراء والأكاديميين والمختصين في شؤون الطاقة.
وكرم المهندس عبد العزيز عمر آل ناصر، رئيس مجلس إدارة شركة الشريف وكي إي سي وشركة أبراج الكهرباء، المبتكر الدكتور حسين بن محمد باصي، المتخصص في الطاقة المتجددة بجامعة الملك عبدالعزيز، على براءة الاختراع العالمي، وشدد على أن السعودية أولت اهتمامها للطاقة المتجددة خلال السنوات الأخيرة؛ لما تمثله من أهمية كبرى، وبما يتماشى من رؤية السعودية 2030م.
ولفت إلى طرح حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظها الله- 12 مشروعًا خلال عام 2019، بما يجسد اهتمام الدولة بإنتاج الطاقة المتجددة، ويبرز اتجاه السعودية لتقليص الاعتماد على النفط في توليد الطاقة الكهربائية، والتوسُّع في استغلال مصادر الطاقة المتجددة.
وقال المهندس بندر علاف، رئيس فرع الطاقة الكهربائية في مجلس مهندسي الكهرباء بالمنطقة الغربية: إن هناك توجهًا من الدولة لتشجيع الاستثمار في قطاعات الطاقة المتجددة، سواء على مستوى تطوير وبناء وتشغيل وتصنيع التقنيات المتعلقة بالطاقة الشمسية، أو على مستوى الابتكارات الحديثة التي تقدم قيمة مضافة للقطاع.
وشدد على أهمية تكريم المبتكرين، وتشجيع المبدعين من أبناء الوطن، وإقامة لقاءات تواكب التطورات المتسارعة في قطاع الطاقة الكهربائية بما يخدم العاملين في هذا المجال. مشيرًا إلى أن اللقاء يُعد منصة للتعرف على الخبراء والمهتمين بهذه الصناعة الحيوية، وفرصة لتحفيز وتشجيع الباحثين السعوديين على الإبداع والابتكار.
وأشار صاحب الاختراع، الدكتور حسين باصي، إلى أن الابتكار يحمل مميزات جديدة، تتمثل في تصميم مرايا، تكون مهمتها جعل أشعة الشمس عمودية على الألواح طوال النهار، وهو أفضل وضع لاتجاه أشعة الشمس لتوليد أكبر قدر من الطاقة. كما تغطي المرايا الألواح الشمسية في حال وجود رياح محملة بالغبار؛ ما يمنع تراكم الغبار على الألواح وتكوين طبقة عازلة تمنع وصول الشمس لها. لافتًا إلى أن المرايا تقوم بتنظيف الألواح الشمسية بصورة أفضل من عملية التنظيف التقليدية التي تستغرق وقتًا طويلاً، يتوقف خلالها عمل الألواح؛ ما يتسبب في وجود طاقة مهدرة، وتُستخدم فيها فرش تخدش الألواح مع تكرار التنظيف.
وأضاف: من أهم مميزات الابتكار تزويده بنظام تبريد، يسمح بتوزيع الحرارة على مساحة أكبر؛ وهو ما يقلل من حرارة الألواح التي تعمل بكفاءة أكبر كلما انخفضت درجة حرارتها. ويتفاوت الانخفاض الذي يمنحه نظام التبريد المبتكر بحسب درجة الحرارة في المكان الذي يوجد فيه المشروع.
واستعرضت الدكتورة ملك النوري، وكيلة جامعة عفت للشؤون التعليمية الباحث الزائر بقسم الهندسة الميكانيكية في معهد ماساتشوستس للتقنية (MIT) الأمريكية سفيرة السعودية لمبادرة تعليم وتمكين المرأة في قطاع الطاقة النظيفة التابعة للمنتدى الدولي للطاقة النظيفة، تفاصيل محطتَي الطاقة الشمسية اللتين قامت جامعة عفت بتدشينهما بالتعاون مع شركائها؛ لتتميز بأنها أولى الجامعات السعودية في افتتاح محطات للطاقة الشمسية، مشيرة إلى أنها تشرف على المشروعين اللذين يجسدان استراتيجية ورؤية السعودية الهادفة إلى تمكين قطاع الطاقة المتجددة.
وفي ختام الاحتفالية دار نقاش علمي لافت بين المتحدثين والمشاركين حول أهمية فرص التعاون البنّاء لتشجيع دخول القطاع الخاص في الاستثمار في قطاعات الطاقة المتجددة.