في كل عام وتحديدًا في موسم الحج، يضرب السعوديون أروع الأمثلة في الإنسانية وتقديم الخدمات لحجاج بيت الله.
وتنتشر هذه المقاطع على مستوى العالم، ليبرز تساؤل مهم: لماذا يتسابق السعوديون على خدمة حجاج بيت الله؟
المستشار الأسري والتربوي أحمد سليمان النجار قال إن أي منصف خالَطَ السعوديين وعرفهم عن قُرب، يعلم أن الكرم وتعظيم منزلة الضيف، هو مكون أساسي من مكونات الشخصية السعودية، قبائل وعائلات، من الوسط للشمال وللجنوب ومن الشرق للغرب، وأنهم متدينون بطبعهم ويعظمون شعائر الله ومناسكه.
وأضاف "النجار" أن الله رزق السعوديين بحكام حريصين كل الحرص، من المؤسس -يرحمه الله- وحتى الملك سلمان وولي عهده الأمين -يحفظهم الله- على العناية ببيت الله وإكرام ضيوفه، وبذل كل ما يستطيعون في خدمته ورعايته وتوفير كل سبل الراحة له.
وتابع: ولأن الحاج هو ضيف الله؛ فإن هذه العوامل قد دفعت السعوديين إلى التسابق على خدمة حجاج بيت الله، وهم يرون ما يقومون به حقًّا وواجبًا عليهم، ولا ينتظرون مدحًا أو شكرًا من أحد، إلا الأجر والثواب من رب العالمين.
وأضاف "النجار": السعوديون عندما يتفاخرون بذلك، لا يقصدون مدح أنفسهم ولا التباهي المذموم ولا المنّ المنهيّ عنه، فهم يرونه حقًّا وواجبًا عليهم؛ ولكن التفاخر من باب نشر الخير ودفع الناس إلى تقليدهم والحذو حذوهم، وبعض الفخر في بعض المواطن محمود، وما مشية "أبو دجانة" رضي الله عنه بسيف الرسول ﷺ -إن صحت الرواية- بخافية على الكثيرين؛ أما نقله من جيل لجيل فهذا دور عظيم على كل مربية ومربٍّ، وعلى كل أجهزة الدولة المختلفة بكل الوسائل المتاحة والطرق الممكنة.
وأكد أن البعض يستغل هذا الموسم العظيم لأغراض لا تليق لا بالمسلم ولا بالمكان ولا الزمان، وليس القصد منها إلا الفتنة والشغب والإيذاء، فتعظيم شعائر الله وتقديس مكانها وزمانها، من أولى المهام التربوية المنوطة بالأسرة والمجتمع بكافة أجهزته ومؤسساته العامة والخاصة، وغرس تلك القيمة عميقًا في نفوس النشء واجب مُقدس لا يقبل التراخي ولا التهاون؛ وذلك يشمل السعوديين وغيرهم.
وطالَبَ "النجار" بأن يكون لكل الدول موقفٌ حقيقي ومُعلن لكل مواطنيها قبل أن يحضروا للحج، يوضح لهم ضرورة الالتزام بالقوانين والضوابط، وموقفٌ صارم وقوي مع من يقوم بأي عمل يُخرِجُ الحج عن مقاصده العظيمة، وكما قال الشاعر: يَا أُمَّ عَمْرٍو أَلَا تَنْهَوْا سَفِيهَكُمْ؟! .. إِنَّ السَّفِيهَ إِذَا لَمْ يُنْهَ مَأْمُور