أفاد رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة أنه تم فجر اليوم رصد اندفاع نيزك عبر الغلاف الجوي لسماء شبه الجزيرة العربية وتسبب في إضاءة سماء الليل في أجزاء من السعودية بتوهج أزرق ساطع، وذلك بحسب شهود عيان، مشيرًا إلى أن هذا الحدث هو الأول من نوعه المسجل في عام 2023.
وقال أبو زاهرة: اكتسب هذا الشهاب الساطع الذي يسمى كذلك (الكرة النارية) أهمية؛ لأنه أكبر حجمًا من الشهاب العادي، وحصد الكثير من الاهتمام على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أكد العديد رؤيته بلون أزرق ساطع جدًا لدرجة أنه أضاء سطح الأرض وسماع صوت دوي تزامنًا مع رؤية النيزك، وهذا يعني انحداره بعمق شديد في الغلاف الجوي.
وأضاف: يفترض حدوث سلسلة من موجات الصدمة ناتجة عن تفكك النيزك بسبب سرعته العالية ومن الممكن وليس من المؤكد أن أجزاء صغيرة منه قد وصلت إلى سطح الأرض بعد احتراق معظمه في الهواء كما حدث في حالات مشابهة حول العالم.
وأردف: بالنسبة للون الأزرق والأبيض؛ فيمكن أن يلعب التركيب السائد للنيزك دورًا مهمًا في الألوان المرصودة للكرة النارية مع بعض العناصر التي تعطي ألوانًا مميزة عند تبخرها، فعلى سبيل المثال، ينتج الصوديوم لونًا أصفر ساطعًا، ويظهر النيكل باللون الأخضر، ويظهر المغنيسيوم باللون الأزرق والأبيض وهو ما شوهد، لكن يمكن أن يكون أيضًا نتيجة لظروف الغلاف الجوي، أو حتى نتيجة للكاميرا، ولكن لعدم توفر تسجيلات من زوايا متعددة للشهاب الساطع، فهذا يجعل هذا التفسير أقل احتمالًا.
وتابع: زخات الشهب عادة تكون بحجم حصاة أو حبة أرز، تحترق في أعلى الغلاف الجوي قبل اقترابها من سطح الأرض بفترة طويلة، ولكن من حين لآخر، فإن جسمًا أكبر بكثير، يُعرف باسم الكرة النارية، سوف يخترق أعمق في الغلاف الجوي، ويمكن أن يحدث في حالات نادرة، أن يبقى نيزك كبير بما فيه الكفاية سليمًا أثناء انتقاله إلى أسفل الغلاف الجوي، وتؤدي سرعته إلى حدوث دوي صوتي قبل أن يصل إلى سطح الأرض أو يتفكك.
وقال أبو زاهرة: تدخل النيازك إلى الغلاف الجوي الخارجي للأرض وتنتقل من سرعة 40.000 إلى 257.000 كيلومتر في الساعة، وتتباطأ بسرعة؛ لأنها تواجه الاحتكاك من سحب الهواء، يولد هذا الاحتكاك كميات هائلة من الحرارة، مما يتسبب في تبخر النيزك أو احتراقه وتوهجه.
وأضاف: الظاهرة لا يمكن حاليًا ربطها بأي ظواهر فلكية أخرى معينة إضافة لعدم توفر بيانات شبكة محطات علمية للمراقبة وتسجيل بيانات سقوط الأجسام القادمة من الفضاء فمن غير المعروف المسار الدقيق الذي سلكته تلك الكرة النارية منذ دخولها الغلاف الجوي وحتى تحطمها، حيث إن تلك البيانات سوف تكشف الكثير من المعلومات مثل الطاقة التي تحررت عن النيزك، ولكن بحسب التقديرات فقط فإن طاقته في أبعد الحدود لم تكن كبيرة ويتوقع أن ذلك النيزك ربما يكون وزنه عشرات الكيلوغرامات وهذا حدث صغير.
وأردف: عادةً ما يضع التسخين الاحتكاكي ضغطًا كافيًا على النيزك بحيث ينفجر قبل أن يصطدم بالأرض، مما ينتج عنه تناثر شظايا أصغر بكثير تسمى الأحجار النيزكية.
واختتم أبو زاهرة بالقول: بشكل عام هذا الحدث ليس نادرًا؛ حيث تحدث آلاف الكرات النارية في الغلاف الجوي للأرض يوميًا، لكن معظمها يحدث فوق المحيطات والمناطق غير المأهولة بينما البعض الآخر "محجوب بضوء النهار".