تتميز منطقة الباحة في محاصيلها الزراعية كلٌّ حسب موسمه، وتقام هذه الأيام فعاليات مهرجان المحاصيل البعلية الأولى بمحافظة الحجرة الذي ينظمه فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمنطقة، ويستمر ثلاثة أيام.
وتُعَد زراعة "الدخن" من أهم المحاصيل التي يشتهر بها القطاع التهامي بالمنطقة وأغلاها ثمنًا؛ نظرًا لندرته ولغناها بالكثير من العناصر الغذائية التي يفضلها معظم أفراد العائلة.
وأوضح عدد من المزارعين لوكالة الأنباء السعودية "واس"، أن طول سيقانه بعد نضجه يصل من 30 إلى 120 سم؛ مشيرين إلى أن بيع محصول "الدخن" يشهد تباينًا في أسعاره بالأسواق تتراوح من 80 إلى 100 ريال، ويزداد الطلب عليه في شهر رمضان وفي مواسم الأعياد التي يفضل فيها السكان الأكلات الشعبية المصنوعة من طحين "الدخن".
وأضافوا أن زراعة "الدخن" تتطلب توفر كمية كبيرة من المياه؛ حيث عمدوا لزراعته من خلال المدرجات الزراعية التي تعمل على الحد من الانسيال السطحي لمياه المطر والري، ويُزرع عادة في جبل شدا الأسفل، وفي وادي لومة إلى الغرب، وعلى ضفاف وادي الأحسبة غرب محافظة المخواة؛ فضلًا عما يُزرع في قرى هوران ومنجل التابعة لمحافظة المخواة الذي يعد الأجود والأغلى في المنطقة.
وأكدت أخصائية التغذية بجامعة الباحة الدكتورة نادية سعيد الزهراني على القيمة الغذائية لحبوب الدخن؛ لاحتوائها على كميات جيدة من العناصر الغذائية، مبينةً أن حبوب الدخن المزروعة في منطقة الباحة، تحتوي على كمية ألياف عالية؛ مما يجعلها غذاءً مناسبًا لمرضى السكري ومرضى الحميات الغذائية منخفضة المؤشر الجلايسمي، وتحتوي أيضًا على العديد من الأحماض الدهنية غير المشبعة مثل حمض اللينوليك والمعروف بدوره الجوهري في خفض مستويات الكوليسترول وتقليل احتمالية الإصابة ببعض أنواع السرطانات إذا تم تناوله بجرعات منخفضة كالموجودة في الحبوب والبذور.
وأضافت: تحتوي حبوب الدخن على نِسَب جيدة من المعادن مثل: (الحديد، الزنك، النحاس، المنجنيز، والفسفور) والتي تسهم في تعزيز المناعة وسلامة القلب والعظام، بجانب المحافظة على سلامة أنسجة الجسم وإصلاح التالف منها.