شاركت جمعية رعاية مرضى القلب "قلبي" في تنفيذ عدد من البرامج والأنشطة التوعوية للتحذير من المخدرات وآثارها السلبية على القلب، تحت شعار "رغبة عابرة تدفع ثمنها مدى الحياة".
وتضمّنت البرامجُ إعدادَ الملفات الصحفية، ونشر البوسترات التوعوية في وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك إقامة المبادرات والمحاضرات التثقيفية عن خطر المخدرات وتأثيرها على القلب؛ تفاعلًا مع الحملة الأمنية لمكافحة المخدرات والحدّ من أضرارها.
وأوضح الدكتور سلمان المالكي الاستشاري المشارك في أمراض القلب في التجمع الصحي، وعضو جمعية "قلبي"؛ أن عمل المخدرات المباشر الأساسي يتعلّق بتغيير حال المستقبلات والنواقل العصبية، يتبع ذلك حالات التحفيز أو التخدير لها، وما يصاحبه من "هلوسة" وتخيلات، ويبدأ مستخدمها في فقدان العقل وفقدان قدرة العقل على الحكم والتمييز.
وأضاف: "مع الوقت، ونتيجة لإجهاد الخلايا العصبية أو اختلاف المستوى الطبيعي لتركيز النواقل العصبية، تبدأ هذه الخلايا في الضمور والتلف، وهنا يبدأ تأثيرها الدائم على العقل، إضافة إلى تأثيرها على أعضاء أخرى في الجسم، كالقلب".
وتابع: أن "استخدام المخدرات قد أثبت طبيًّا وبشكل قاطع أنه يؤدي إلى أمراض القلب والشرايين في عدة صور؛ منها: تضيق وتصلب الشرايين التاجية للقلب، وانسداد الشرايين المغذية، وكذلك يؤدّي استخدام المخدرات إلى ضعف عضلة القلب وتمددها إلى الحدّ الذي يحتاج فيه المريض لزراعة قلب آخر، وهذا ليس خيالًا علميًّا أو تصورًا بعيدًا، للأسف هذه حقائق مشاهدة لدينا؛ فبسبب نزوة أو ضعف إرادة، ينتهي به الحال لحاجته لزراعة قلب آخر والعيش بقية حياته على الأدوية المثبطة للمناعة، وأدوية القلب الأخرى".
وأردف أن "من هذه المواد ما يعرف حاليًّا في الأوساط بمادة "الشبو"، واسمها العلمي: Methamphetamine ميثامفيتامين، وتعرف بأسماء أخرى بين المتعاطين كالثلج أو الكريستال، وهي مادة محفزة قوية للجهاز العصبي، وهذا تأثيرها المباشر، أما تأثيرها على المدى البعيد فتؤدي إلى تلف أجهزة وأعضاء الجسم؛ ومنها القلب".
وتابع: "شوهد أن استخدام المخدرات والمواد المنشطة يؤدّي إلى الوفاة نتيجة لتوقف القلب المفاجئ؛ لشدة تحفيز هذه المواد وتداخلها مع كهربائية القلب، أو عمل تضييق قوي ومفاجئ لشرايين القلب التاجية، وهي الشرايين المسؤولة عن تغذية عضلة القلب".
واختتم "المالكي" حديثه بالقول: "لا تجعل رغبة عابرة وضعف إرادة مؤقتًا أو صديق سوء، سببًا لمشكلة أنت تدفع ثمنها مدى الحياة".
من جهته قال الدكتور حسين العنزي، المدير التنفيذي لجمعية رعاية مرضى القلب "قلبي": إن "مشاركة الجمعية لهذه الحملات والبرامج التوعوية انطلاقًا من المهام والمسؤوليات المجتمعية التي تضطلع بها الجمعية، وتجسد بها دورها البارز في خدمة المجتمع وتعزيز مفهوم العمل الاجتماعي".
وذكر "العنزي" أنّ "دور الجمعية لا يقتصر على تقديم الدعم والرعاية الصحية لمرضى القلب، بل ويمتدّ دورها إلى المشاركة في مختلف النشاطات المجتمعية التي تشمل تقديم البرامج التوعوية والتثقيفية لمرضى القلب؛ سعيًا منها لتحقيق جودة الحياة والوصول إلى مستهدفات رؤية المملكة 2030".
وأضاف: أن "حماية أبنائنا والتصدّي لهذه الآفة الخطرة والمشاركة بالحملة الأمنية لمكافحة المخدرات والتوعية بأضرارها على الجسم والقلب، انطلاقًا من قوله تعالى: "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة" إحدى المرتكزات الرئيسية التي تعمل من خلالها الجمعية ضمن منظومة القطاع غير الربحي".