أولى سمو ولي العهد رئيس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان اهتماماً كبيراً منذ إطلاق رؤية 2030 بجودة الحياة في المدن السعودية، وتحقيق الهدف الكبير بوجود 3 مدن سعودية ضمن أعلى 100 مدينة أكثر ملاءمة للعيش في العالم، وعلى رأسها العاصمة الرياض.
وعلى مدار السنوات التي تلت إطلاق رؤية 2030 وبرنامج جودة الحياة – أحد برامج تحقيق الرؤية – توالت المشاريع والاستراتيجيات الهادفة إلى تحقيق المستهدف، ودفع العاصمة السعودية إلى مصاف المدن العشر الأكبر في العالم اقتصادياً بحلول عام 2030.
وفي إطار تلك الجهود المباركة، وامتداداً لحرص ولي العهد على تنمية المدن، أعلن سموه عن إطلاق مسمى "حي الملك سلمان" على حيّي "الواحة" و"صلاح الدين" وتطويرهما، وذلك بهدف أنسنة الحي بمسماه الجديد، ورفع معدلات جودة الخدمات الأساسية والأنشطة الترفيهية والترويحية وتطويره، وخلق هوية عمرانية ومعمارية للمرافق العامة في الحي منبثقة من العمارة السلمانية ومبادئها.
يهدف الدمج بين الحيين وتطويرهما إلى أنسنتهما، ويعني مصطلح "الأنسنة" للحي، هو جعله أكثر ملاءمة للإنسان، وذلك بالتركيز على البعد الإنساني أكثر من غيره في تصميم الحي، وطرقه، وشوارعه، وتمكين البشر من الاستمتاع بحياتهم، والترويح عن أنفسهم.
وببساطة، فإن الاهتمام بالبعد الإنساني أو الأنسنة في تطوير حي الملك سلمان، يعني مساحات خضراء أكثر، ومساحات أخرى للرياضة والترفيه، وما يشمل ذلك من مرافق ترفيهية وثقافية تلبي حاجة السكان، كما يولي ذلك المفهوم اهتماماً خاصاً بذوي الاحتياجات الخاصة، والمكفوفين، وتوفير المسارات الملائمة لهم ولاحتياجاتهم.
وبإيجاز أكثر، فإن "الأنسنة" تضع الإنسان أولاً قبل المركبات في طرق وشوارع وجنبات الحي، وتوليه جل اهتمامها، ليصبح الحي أكثر ألفة وحميمية وارتباطاً بالساكنين بين جنباته، وليس مجرد مكان للمبيت والنوم.
وبحسب ما أوردته وكالة الأنباء السعودية "واس"، فإنه سيُراعى في تطوير الحي تسهيل حركة السكان وتنقلاتهم بين مختلف المواقع والمرافق، ليكون الساكن هو الأولوية في الحي وليست المركبات، وهذا أحد أهم المفاهيم التي تعمل عليها أمانة الرياض داخل المدينة.
كما سيساهم تطوير الحي في صناعة هوية مكانية نوعية من خلال توظيف العمارة السلمانية في عناصر الحي، وهو ما يتناغم مع الهوية المعمارية المحلية لمدينة الرياض، فذلك النوع من العمارة الذي تعود تسميته إلى الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – يدمج بين المعاصرة والحفاظ على التراث والأصالة في الوقت نفسه.
ويأتي توظيف العمارة السلمانية في المرافق العامة بهذا الحي بهدف صنع هوية خاصة بالمكان استلهاماً من المشاريع التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز خلال فترة إمارته لمنطقة الرياض، والتي تميزت فيها بالطراز المعماري "السلماني"، والذي يُعد مفهوماً معمارياً يجسد الأصالة والحداثة، ويوضح مدى اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بالعِمارة وهوية الرياض النجدية، وفقاً لـ"واس".