بلاعبين من العيار الثقيل، وعدت إدارات الأندية في الدوري السعودي للمحترفين متابعيها بموسمٍ يخالف التوقعات، إذ نجحت الأندية المحلية في خطف عديدٍ من الصفقات القوية لأفضل اللاعبين بالعالم.
فمن الأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو؛ الذي يلعب في صفوف النصر، إلى الفرنسي كريم بنزيما؛ الذي التحق أخيراً بصفوف الاتحاد، جاءت الصفقة التالية مثيرة للإعجاب أيضاً، بعدما أعلن نادي الاتحاد بطل الدوري، عن تعاقده مع لاعب الوسط الفرنسي المخضرم نغولو كانتي.
ونشر الاتحاد في حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو للاعب تشلسي الإنجليزي السابق البالغ 32 عاماً يقول: "هل صدقتم ذلك؟ لا تستمعوا للأخبار الكاذبة. أنا نمر الآن".
جاء ذلك بعد مجموعة من التقارير التي تحدثت في الفترة الماضية عن تعليق انتقال "كانتي" للاتحاد بسبب مشكلات في الفحص الطبي.
ويعد "كانتي" أحد أفضل لاعبي خط الوسط في العالم، إذ تمّت الإشادة به على نطاق واسع لمساهماته الدفاعية ومعدل العمل المرتفع لديه، كما عُرف بشخصيته الهادئة خارج الملعب وانضباطه التكتيكي.
وبدأ حياته المهنية في سن الثامنة في "جي إس سوران" في الضواحي الغربية للعاصمة الفرنسية، ومن هناك بدأت مسيرة حافلة في عالم كرة القدم، أوصلته في صيف 2016، إلى تشلسي، وهناك لعب 262 مباراة بجميع البطولات، كما فاز بـ6 ألقاب، هي الدوري الإنجليزي الممتاز، وكأس الاتحاد الإنجليزي، والدوري الأوروبي، ودوري أبطال أوروبا، وكأس السوبر الأوروبي، وكأس العالم للأندية.
وعلى الرغم من شخصيته القوية داخل أرضية الملعب، إلا أن "كانتي" عُرف بالخجل والتواضع، لدرجة أنه كان خجولاً جداً من التقاط صورة مع كأس العالم بعد فوز فرنسا 2018.
وبينما يتجوّل زملاؤه في سيارات فاخرة، ظهر "كانتي" في سيارة ميني كوبر المستعملة التي اشتراها عندما انضم إلى ليستر.
وفي عام 2021، ظهر اللاعب العالمي في مطعم بيتزا لتناول العشاء، بينما كان يرتدي جينز وسترة سوداء، وقضى وقتاً طويلاً أثناء وقوفه لالتقاط صور سيلفي مع الموظفين، ثم ظهر ليوقع على منديل وصافح الجرسونات، في موقف أثار إعجاب الكثيرين.
وفي حوار له، قال "كانتي" إن صورته كـ "رجل لطيف" مبالغ فيها، لأن هناك كثيراً من الأشخاص الآخرين مثله في ملاعب كرة القدم، بحسب قوله، مؤكداً أنه "مجرد رجل عادي".
ويشتهر اللاعب الفرنسي بالالتزام بتعاليم الإسلام وشعائره، ومنها الحج والعمرة؛ حيث أدّى العمرة مرات عدة، منها مرة مع زميله بالمنتخب الفرنسي بول بوغبا، حتى أطلق عليه بعض الجماهير "الشيخ كانتي".
وقبل عامين، وثّق شاب صومالي، أداء كانتي صلاة القيام في أحد المساجد في لندن، حيث ظهر في مقطع فيديو تمّ تناقله وهو يرتدي كمامة وأمامه سجادته الخاصة، بينما يؤدي الصلاة وسط التزام بالإجراءات الاحترازية خوفاً من فيروس كورونا.
ورغم الضغوط التي تعرَّض لها من قِبل مدربيه طوال مسيرته الكروية، إلا أن "كانتي" دائماً ما يصر على الالتزام بصيام شهر رمضان، حتى إنه تحدّى تعليمات مدربيه بشأن عدم صيام شهر رمضان خوفاً من التأثيرات السلبية على لياقته البدنية.
وفي تصريحاتٍ سابقة، كشف جيروم روتن؛ النجم الأسبق لمنتخب فرنسا، الذي زامل نغولو كانتي؛ في صفوف فريق كاين عن التضحيات التي قام بها الأخير عام 2013 من أجل صيام شهر رمضان الذي تزامن في تلك الفترة مع فصل الصيف.
وقال روتن: "كان يجلس بجانبي عند أوقات الطعام من دون أن يأكل أو يشرب أي شيء، وكان يطلب مني عدم إخبار المدرب بكونه صائماً، فالتحضيرات كانت مرهقة للغاية، غير أن ذلك لم يؤثر في إرادته في صيام كامل شهر رمضان".
وفي أثناء تحضيرات "الديوك" لكأس العالم، رصدت إحدى الكاميرات كانتي وهو يتظاهر بشرب الماء، في تمويهٍ لإخفاء عملية صيامه لشهر رمضان عن مدربه الفرنسي ديدييه ديشامب.
وفي الأسابيع الماضية، كشف تقريرٌ فرنسي عن تعرُّض "كانتي" للخطف والتهديد بإنهاء مسيرته وقتل وكيله، إذ فجّرت مجلة "فرانس فوتبول" مفاجأةً في تحقيق مطوّل لها، حينما أعلنت أن لاعب خط الوسط تعرَّض لموقف عصيب في فرنسا عام 2017، إذ خُطف وطُلب منه تغيير وكيل أعماله تحت تهديد السلاح.
ووقّع "كانتي" في كمين نصبه له مجهولون، في أثناء وجوده في أحد المطاعم الواقعة في ضاحية باريس، وأُرغم على ركوب سيارة زجاجها داكن واُقتيد إلى مكان بعيد.
وأشهر الخاطفون مسدساً وصوّبوه باتجاه إحدى ركبتيه (يهدّدون بإنهاء مسيرته الكروية) وطالبوه بتغيير وكيل أعماله، وقالوا له "إما أن تترك وكيلك وتغيّره، أو نطلق النار عليه"، لكن اللاعب نفى الواقعة بعد أن وصل إليه أحد أقربائه ونقله من المكان.
وقبل انطلاق بطولة كأس العالم قطر 2022، تعرّض "كانتي" لأزمة حقيقية، حيث غاب عن البطولة التي يحلم كل لاعب في العالم بالمشاركة فيها، بسبب خضوعه لعملية جراحية في أوتار الركبة؛ الأمر الذي أبعده عن الملاعب نحو أربعة أشهر.
وتعرَّض "كانتي" وقتها للإصابة خلال المباراة التي تعادل فيها تشيلسي مع توتنهام 2 / 2، وخضع لعملية جراحية بعد تعرُّضه لانتكاسة خلال عملية تأهيله.