** تعود هذه الزاوية لمصافحتكم من جديد عبر هذه الصحيفة الغراء، تستمد منكم وهجها، ومن تفاعلكم استمرارها، ومن نبض المجتمع أفكارها، فهي بكم ولكم.
** في البدء يلح سؤال: لماذا نكتب؟! سؤال تقليدي، بدأه السرياليون، وتتعدد الإجابات، وتتشعب كل حسب دوافعه، ونظرته لهذا النزف المتشبع حيوية.
** فالكتابة هي إعادة ترميز اللغة المنطوقة في شكل خطي على الورق، تنقل أفكار الكاتب وآراءه ومشاعره إلى المتلقي بوصفه الطرف الآخر لعملية الاتصال.
** هي خيار مسؤول، ورئة ثالثة، نتنفس من خلالها.. إنها الإنسان بكل أبعاده الجمالية والاجتماعية والفكرية.. تكتب لتسطر وجودك؛ لذا تظل الكتابة قضية حية لا تنتهي.
** الكتابة عملية عقلية معقدة، وهي منتج نهائي لعمليات ثلاث: التخطيط للكتابة، التحرير والمراجعة. هي عملية تفكير؛ فالإنسان كما قيل: يفكر بقلمه؛ وبالتالي فالتفكير يكشف عن نفسه بوضوح في رموز الكلمات المكتوبة، ومن ثم تصبح الكتابة أسلوبًا للتفكير.
** الكتابة تفتح الآفاق، تسمو بصاحبها، تعبِّر عن خلجاته، تستمطر كلماته، تستنزف فكره؛ ليعرض من خلالها عقله، وذائقته. وكلما استمر عطاء الكاتب قاده ذلك إلى مزيد من الكتابة، حسب (كوليت).
** الكتابة سهل ممتنع، يستطيع الكل أن يكتب!! لكن يظل مضمون الكتابة وشكلها المنتج النهائي الذي يحكم عليه المتلقي. وتظل الكتابة الإبداعية والمسؤولة مخصوصة بفئة الكتاب والمبدعين، حَمَلة الأقلام الذين يستعذبون الكلمة، وتستهويهم الآلام؛ لتأتي الكتابة متنفسًا، وربما تلبسًا لحالة مجتمعية، تستهوي الكاتب، وتشغل فكره.
** الكتابة من أهم طرق التواصل؛ فالكاتب يوجِّه رسالته إلى المتلقي، ويحملها مضمونًا يشاركه مع قرائه؛ لذا كانت الكتابة من أهم الإنجازات الإنسانية على مَرّ العصور التاريخية؛ فهي حياة ثانية لصاحبها، ومبدعها، ومتلقيها.
** الكتابة طاقة حياتية، تُضمِّنها رؤيتك، طموحك، آمالك.. هي وسيلة فهم الحضارة الإنسانية، قديمها وحديثها، ومكوِّن مهم من مكونات التطور والرقي.
** هي جزء من الحياة، وأداة الإبداع والمعرفة والتثقيف، واتصال الحاضر بالماضي..