جسّدت بلدية تيماء تاريخ المحافظة الشهيرة بالمواقع والكنوز الأثرية الموغلة في القدم، بعمل ميدان، وفق ما أعلنته عبارة عن مجسم لـ"مسلة تيماء"، إذ بدأت بتنفيذ مشروع تطوير ميدان وسط البلد القديم وإعادة تصميم الدوار المواجه لبئر هداج الأثري، من نافورة إلى تصميم لمسلة تيماء، أو ما يُعرف بحجر تيماء، وهو أحد الشواهد المشهورة عالمياً على أثرية المحافظة؛ إذ يعود تاريخها إلى أكثر من ألفي وستمائة عام.
قصة المسلة
وقال مدير مكتب آثار تيماء سعود محمد الماضي لـ"سبق": "كانت أول إشارة لمسلة تيماء التي يعود تاريخها للقرن السادس قبل الميلاد، في العام 1876م بواسطة الرحالة الإنجليزي تشار دواتي "Doughty"؛ حيث رآها ضمن الأحجار المتساقطة من جدار بئر هداج الغربي بعد انهياره".
وأضاف: "وبناء على إشارة داوتي عمد الرحالة الفرنسي هوبر hubar خلال زيارته لتيماء التي تمت في العام 1880م إلى السؤال عنها ليجدها ضمن أحجار كانت مستبعدة من إعادة البناء حول هداج، ليتركها مكانها، ويعود بخبرها إلى الرحالة الألماني أويتنج Euting؛ حيث اتفق الاثنان على نقل تلك المسلة".
من الإبل إلى باريس
وتابع: "في العام 1884 م قدم الاثنان باحثين في أطلال تيماء عن تلك المسلة، حتى وجداها ضمن أحجار جدار منزل يقع إلى الجنوب الغربي من هداج، لكن ذلك لم يمنعهما من ابتياعه، ونقله من تيماء على ظهور الإبل حتى جدة، ليستقر بمتحف اللوفر بباريس.
وأوضح: "النقش تحمله مسلة من الحجر الرمل وزنها 150 كغم وطولها 110 سم وعرضها 43 سم وسمكها 12 سم والنهاية العليا للمسلة مقوسة، ويحتوي السطح الأمامي من المسلة على كتابة آرامية عبارة عن ثلاثة وعشرين سطراً ومشهد ديني نحت نحتاً بارزاً، تتحدث عن تنصيب أحد الكهنة في معبد الإله صلم في تيماء، والتزام المعابد الأخرى بتقديم محصول إحدى وعشرين نخلة لمعبد الإله صلم بتيماء، والمسلة ما زالت معروضة في متحف اللوفر بالعاصمة الفرنسية باريس ضمن قسم الشرق الأدنى القديم.
ألهمت خيال المستكشفين
من جهته، أكد مدير العلاقات العامة والإعلام ببلدية المحافظة فواز العنزي، أن إدارته بدأت في إعادة تصميم مداخل وميادين وتقاطعات وسط البلد القديم بالمحافظة وميدان واجهة بئر هداج، لتيسير وتنظيم حركة السير لدخول وخروج السيارات، مبيناً أن البلدية أعدت دراسة شاملة للميادين والتقاطعات ومداخل وسط البلدة القديمة حسب الأسس الهندسية بالتنسيق مع إدارة المرور بالمحافظة لتيسير وتنظيم حركة السير.
وأضاف: "البلدية قامت بإعادة تصميم ميدان واجهة بئر هداج وميدان المسلة التاريخية لتكون من المعالم البارزة في المحافظة؛ لتسليط الضوء على كنوز الحضارات القديمة التي تزخر بها محافظة تيماء، والتي ألهمت خيال المستكشفين ورواد علم الآثار".