كشف أستاذ علم النفس الدكتور عبد الله الحريري, عن أسباب متعددة ومجتمعة ساهمت في انحسار ظهور مُفسري الأحلام, وهي الظاهرة التي كانت تعج بهم القنوات الفضائية وصفحات المجلات والصحف حتى وقت قريب .
وأوضح الدكتور الحريري لـ "سبق" قائلاً: لا يزال بعض المفسرين يعملون, والبحث عن المفسرين قائم لكن على مستوى أدنى وبشكل خفي، خوفاً من عقاب الحكومة, ولقد مررنا بمرحلة من الزمن كانت تعج بها القنوات الفضائية وصفحات المجلات والصحف بالكثير من المفسرين والسائلين, مما أوجد سوقا تجارية ضخمة لتجار الفضائيات والمتاجرين بهذا المجال, وحققوا مبالغ طائلة من جيوب الناس, إلا أن هذه الامور كلها اندثرت مؤخراً بفضل زيادة الوعي لدى المجتمع, انحسار هذه الظاهرة كان مواجهة اجتماعية أكثر من غيرها, الناس عندما وعوا ابتعدوا عن هذه القضايا التي ساهمت بالكثير من الأمراض النفسية مثل القلق والتوتر والوساوس القهرية وغيره من الأمراض العصبية والنفسية الأخرى.
وتابع: رتم الحياة وسرعتها ونوعيتها تغيّر، مما جعل بعض الناس لا تلتفت لمثل هذه الموضوعات, كما أن وعي الناس واتجاههم نحو المعالجات الطبية الحسية للمشكلات أدى الى انحسار هذه المظاهر خاصة من شاشات التلفزة والفضائيات, ربما لأن الرائي وجد وسيلة أسهل دون تكلفة الاتصال على الفضائيات وغيرها, وسائل التواصل الاجتماعي, واتس آب وفيسبوك وتويتر والبريد الإلكتروني, كلها ساهمت في توفير وسيلة أفضل للرائي والمعبّر دون الاتصال على القنوات ودفع التكاليف.
وقال الدكتور الحريري: المعلوم أن كثرة الأحلام هي دليل على وجود قلق نفسي، وتوترات، ولذا قيل إن الأحلام هي نوع من التنفيس عن الضغوط النفسية، والأحلام أيضا قد تكون دليلاً على عدم وجود توازن نفسي، الإنسان الذي لا تكثر لديه الأحلام نعتقد أن هذه ظاهرة إيجابية، وانقطاعها بالكلية هذا مستحيل، من الغالب أنه تأتيك أحلام، ولكن في وقت مبكر من النوم في درجة عميقة من النوم، لذا لا تستطيع أن تتذكرها، معظم الأحلام التي يذكرها الناس دائماً تكون في الفترات المتأخرة جداً من الليل، أو قرب الصباح لذا تجد الناس تتذكرها.