دعا استشاري طب الأسرة والمجتمع البروفيسور توفيق أحمد خوجة المدخنين عبر مختلف أشكال التدخين وأصنافه (السجائر- الشيشة- المعسل- السجائر الإلكترونية) بالتوقف فورًا؛ تفاديًا لأخطر مرض ينتج عنه وهو "سرطان الرئة" الذي يبدأ صامتًا ومع مرور الوقت يتطور ويهدد الرئة والتنفس، مشيرًا إلى أن المخاطر لا تتوقف على المدخن فقط، بل تشمل الأصحاء أيضًا من خلال التدخين السلبي، لذا ينصح غير المدخنين بتجنب محيط مدخني السجائر أو الشيشة أو المعسل.
وقال تزامنًا مع اليوم العالمي لسرطان الرئة: إن التقارير الصحية العالمية كشفت عن ارتفاع نسب سرطان الرئة ومشاكل الرئة والتنفس على المستوى العالمي، وخصوصًا بعد انتشار السجائر الإلكترونية.
وتابع "خوجة": "التدخين مسؤول عن أكثر من 85% من جميع سرطانات الرئة؛ إذ يحتوي الدخان الموجود في التبغ على أكثر من 7000 مادة كيميائية و60 مادة متنوعة تسمى المواد المسرطنة، وهي سامة ومعروفة بأنها تسبب السرطان، وتزداد فرص الإصابة بسرطان الرئة أكثر عند أولئك الذين يدخنون بمعدلات كبيرة في اليوم وذلك بنحو 25 مرة".
وأضاف: "عندما يستنشق الشخص دخان التبغ، تدخل المواد الكيميائية والمواد المسرطنة التي يحتوي عليها إلى الرئة، وهذه يمكن أن تتلف الحمض النووي داخل الخلايا التي تبطّن الشعب الهوائية في أجسامنا، ويصبح الجسم في النهاية غير قادر على مواجهة المشكلة وتتشكل الخلايا السرطانية".
وأوضح "خوجة" أن سرطان الرئة ينقسم إلى نوعين رئيسيين استنادًا إلى ظهور خلايا سرطان الرئة تحت المجهر، والطبيب المعالج يجعل قرارات العلاج على أساس أي نوع منهما، والنوعان هما سرطان الرئة صغير الخلايا، ويحدث على وجه الحصر تقريبًا لدى المدخنين الشرهين، والنوع الآخر هو سرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة وهو مصطلح يحوي عدة أنواع من سرطانات الرئة التي تتصرف بطريقة مشابهة، ويشمل سرطان الخلايا الحرشفية، والغدية وسرطان الخلايا الكبيرة.
وبيّن أن أعراض الإصابة بسرطان الرئة تختلف من شخص لآخر ومنها السعال المستمر، سعال دموي، ضيق في التنفس، ألم في الصدر، الصفير، بحّة في الصوت، فقدان الوزن دون سبب، آلام في العظام، صداع، ولا تظهر أعراض الإصابة بالمرض على معظم المصابين بسرطان الرئة حتى يصل السرطان إلى مراحل متقدمة، فيما يؤدي الكشف المبكر عن سرطان الرئة إلى زيادة فرصة نجاح العلاج.
وأشار "خوجة" إلى أن العلاج يعتمد على عدة عوامل يتم تحديدها مع الطبيب المعالج، مثل الوضع الصحي العام للمريض، نوع السرطان ودرجته، أما عن الوقاية فهناك نصائح مهمة وهي الإقلاع عن التدخين، وتجنّب التدخين السلبي، وتجنّب غاز الرادون، وتجنّب التعرض للمواد المسرطنة والتلوث البيئي، والحفاظ على نظام غذائي غني بالخضار والفواكه، والحفاظ على النشاط البدني.