"التويجري" لـ"سبق": الصراعات والكوارث والفقر تتزايد عربيًّا والبعض لم يتعافَ من "كورونا" والحجر

الأمين العام للمنظمة العربية للهلال والصليب الأحمر يؤكد استمرار الجهود لرفع الوعي
"التويجري" لـ"سبق": الصراعات والكوارث والفقر تتزايد عربيًّا والبعض لم يتعافَ من "كورونا" والحجر

أكد الأمين العام للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر الدكتور صالح بن حمد التويجري، أن الفترة الحالية غير مسبوقة في العصر الحديث من حيث الكوارث، وقال لـ"سبق": "هناك العديد من الدول العربية لديها صراعات مسلحة، وهناك كوارث طبيعية تحدث في بعض الدول العربية، كما أن هناك نسبة فقر في ازدياد مع الأسف"؛ مشيرًا إلى أن هناك بعض الدول العربية لم تتعافَ من أزمة كورونا والحجر، ولم تتعافَ بعدها بالشكل المطلوب؛ بل بالعكس بدأت الحرب الأوكرانية الروسية، وأصبح هناك شح في الإمدادات وغلاء في الأسعار، كما أن بعض الدول العربية حقيقةً انخفضت قيمة صرف العملة لديها بشكل كبير؛ مما يعني أن وضعهم ما زال في ظروف حرجة من العوز والحاجة.

وزاد "التويجري" تأكيده قائلًا: "العديد من الدول العربية -وأستطيع أن أقول تقريبًا جميع الدول العربية ما عدا دول الخليج- تمر بفترة إنسانية عصيبة جدًّا؛ لأن الإمدادات التي تصل إلى المنكوبين أقل من الاحتياج بكثير، وبما في ذلك السودان وسوريا واليمن، وبقية الدول المنكوبة.. ونشكر الدول التي ساهمت، والمنظمات الدولية التي ساهمت، والحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر التي تساهم، ونحن كذلك في المنظمة 21 جمعية وطنية نساهم بما نستطيع؛ لكن الحقيقة أن هناك حاجة إلى حشد المزيد من الدعم وبناء شراكات جديدة، وحاولنا أن نناقش الحاجة بتفاصيلها واحتياجاتها، وأن ندعو إليها منظمات دولية كثيرة لطرح وجهات نظرهم وكيف نبني شراكات فاعلة تخفف من الواقع الصعب الذي تعيشه العديد من البلاد العربية".

وبيّن أمين المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، أن هناك مَن هم في البلاد العربية متفاوتي الإمكانيات والقدرات، وبعضهم مَن لديه قدرات كبيرة وخبرات من المؤهلين مثل العديد من الجمعيات في الخليج العربي، ولدينا جمعيات ربما لديها قدرات ولكن تنقصها بعض الإمكانيات، ولدينا جمعيات ينقصها كل شيء.

وأضاف: من خلال ما تم تأسيسه في المراكز التي أسسناها في الأمانة العامة ومنها (المركز العربي للاستعداد للكوارث، ومركز المعلومات الإنسانية، ومركز التدريب والاستشارات)؛ حاولنا أن نبني قدرات الجمعيات الوطنية خاصةً المحتاجة، وأن نربط الجمعيات الوطنية من خلال المركز العربي للاستعداد للكوارث بالصوت والصورة والبيانات، ووضعنا لهم من خلال مركز المعلومات مواقع على التواصل الاجتماعي، ومواقع على الإنترنت، وفي نفس الوقت كثّفنا برامج التدريب وحشدنا لهم دعمًا من بعض الجمعيات المانحة وبعض المانحين حتى من خارج المنظمة؛ ولكن لا تزال الحقيقة أن هناك حاجة لبناء قدراتهم بشكل أقوى، وهناك مَثَل معروف: "بدل أن تعطيني سمكة كل يوم، أعطني سنارة وعلمني لكي أصطاد"؛ فنحن نحاول أن نعطيهم هذه السنارة، وأن نعلمهم كيف يصطادون، وفي نفس الوقت حتى كيف يطلبون الدعم، وكيف ينسقون الدعم من الجهات الخارجية.

ويواصل "التويجري" حديثه لـ"سبق" وقال: أرى أن هناك حراكًا إيجابيًّا في عدد المتطوعين، وعملنا منصة تطوع لجميع الجمعيات الوطنية، وهناك ثقافة تطوع تنتشر في العالم العربي، وفي المملكة ضمن خطة ورؤية 2030 التي وضعت التطوع على رأس أولوياتها.. والشيء الآخر أن وسائل التواصل الاجتماعي الآن أصبحت تعطي المعلومات أولًا بأول عن جميع الأحداث التي تحدث ومن خلالها يمكن نشر ثقافة الكوارث وثقافة كيفية التعامل معها وفي نفس الوقت إيصال المعلومات الصحيحة لعامة الناس وخاصة الناس من المنظمات والمتبرعين والمانحين وخلافه؛ مشددًا على أن التغير المناخي الذي يشهده العالم بأكمله وارتفاع درجات الحرارة ينذر بالمزيد من الكوارث التي نسميها طبيعية، ويجب أن نكون على استعداد تام لذلك؛ موضحًا أن هناك بعض الدول العربية حتى وهي قلة -ولله الحمد- ليس لديها خطط للتعامل مع الكوارث، وقال: من خلال المنظمة نريد رفع المعرفة والوعي بالكوارث وكيفية التعامل معها، وكيفية الاستجابة لها، وكيفية إدارتها، وكيفية طلب الدعم الخارجي، وقبل ذلك أن يكون لدينا فِرَق في هذه الدول سواء في الهلال الأحمر وفي غير الهلال الأحمر أو الصليب الأحمر القادر على التعامل مع الكوارث، والقادر على طلب الدعم وتنسيق الدعم الذي يأتي من الخارج.

وعن "الإعلام الإنساني" ودوره في بلورة القضايا وإبرازها، قال الأمين العام للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر: هو إعلام متخصص، وهو إعلام حديث نوعًا ما في منطقتنا العربية؛ بمعنى أننا نريد الحقيقة ونشر الوعي بالإعلام الإنساني، وإيصال رسالة الإعلام الإنساني لأكبر عدد ممكن وأكبر شريحة ممكنة من الناس سواء من أصحاب القرار أو من عامة الناس العاديين، فلدينا مسؤولية كبيرة في هذا الشأن وأعتقد أن التقنية الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي تجعل هذه المهمة أسهل ولكنها تحتاج إلى مختصين أكثر في جميع المجالات وجميع الدول؛ حتى نرتقي بالإعلام الإنساني إلى ما يصبو إليه أو إلى ما يحقق خدمة الإنسان المنكوب في أي بلد عربي.. لدينا في الدول العربية دول مانحة؛ بل هي من أكبر الدول المانحة على المستوى الدولي ومنها طبعًا المملكة العربية السعودية، وهذه الدول في الوقت الذي نشكر فيها دعمها الكبير؛ إلا أننا نريد أن نفتح لهم قناة يستطيعون من خلالها تقديم المساعدات للمحتاجين إما مباشرةً أو عن طريق المنظمة أو عن طريق مركز الملك سلمان الذي يقوم بعمل جبار ويشهد له على المستوى المحلي وعلى المستوى الدولي.

واختتم "التويجري" حديثه: الدول العربية ربما تكون أكثر البلدان في العالم في الوقت الحاضر من حيث الصراعات المسلحة من حيث عدد اللاجئين ومن حيث عدد النازحين كذلك المآسي، وفيها نسبة فقر عالية وحتى البطالة ففيها نسبة البطالة عالية، والحقيقة أن التغير المناخي ينذر كذلك بالمزيد من الكوارث، ونرجو ألا تحدث -بإذن الله- ولكن يجب أن نكون مستعدين، ويجب أن تكون قطاعات الأعمال الإنسانية على تواصل مع بعضها، وعلى تنسيق مع بعضها، وأن يكثفوا حشد الدعم، وفي نفس الوقت رفع مستوى الوعي وبناء قدرات الدول حتى تستجيب لهذه الكوارث.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org