"المطوع": سألني شاب "أريد أن أتزوج الجميلة هل هذا خطأ؟"

قلت له: نصيحة أمك صحيحة ولكن رسولنا الكريم لم يلغِ الجمال
"المطوع": سألني شاب "أريد أن أتزوج الجميلة هل هذا خطأ؟"
تم النشر في

يعرض الكاتب الصحفي د. جاسم المطوع حواره مع شاب مقبل على الزواج؛ حيث يرى الشاب أن أهم شيء عنده في الفتاة التي اختارها زوجةً له أن تكون جميلة، ويتساءل الشاب: "هل طلبي هذا خطأ؟"، ثم يروي الشاب حوارًا دار مع أمه بشأن اختيار الزوجة، ويطلب رأي د. المطوع في القضية.

أريد أن أتزوج الجميلة
وفي مقاله "أريد أن أتزوج الجميلة هل هذا خطأ؟" بصحيفة "اليوم"، يروي المطوع تفاصيل الحوار الذي دار بينه وبين الشاب، ويقول: "قال (الشاب): أهم شيء عندي في الفتاة التي أختارها زوجة لي أن تكون جميلة، فهل طلبي هذا خطأ؟ قلت: لماذا هذا السؤال؟ عندما قلت رغبتي هذه لوالدتي قالت: من الخطأ أنك تركز على الجمال فالمهم أن تتزوج البنت المتدينة والخلوقة وليست الجميلة، قلت: وهل من الصعب أن تجمع بين الاثنتين فتتزوج فتاة محافظة على صلاتها وصيامها وأخلاقها جيدة، ومع ذلك هي جميلة بنظرك؟ قال: ليس صعبًا، ولكن والدتي تقول لي: يا بني، لا تركز على الجمال فالجمال زائل، وأنا أريد أن أسمع رأيك؟".

ماذا تفعل إذا كان الجمال مهمًّا لك؟
ويعلق د. المطوع قائلًا: "قلت: إن الزواج الناجح هو الذي يحقق رغبة وحاجة المتزوج، وإلا يكون لا قيمة له، فطالما عندك أنت الجمال مهم فلا بد أن تركز على الفتاة الجميلة بنظرك ولا تغفل الأخلاق والدين؛ لأن زواجك هذا زواج دائم وليس مؤقتًا، وزواجك هذا ليس للتسلية وإنما لتحقيق هدف الاستقرار والسعادة في الحياة، قال: ولهذا أنا اشترطت الجميلة حتى أكون مستقرًّا وسعيدًا ولكن أمي تعطي محاضرات وتنصح الناس، ودائمًا تقول لي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك"، قلت له: نصيحة أمك صحيحة ولكن رسولنا الكريم لم يلغِ الجمال من رغبة الشاب، بل احترمها وقدرها مثلما قدر رغبة الشاب بالمال والحسب، ولكن وجّه الشاب إلى عدم التراخي في مسألة الدين وأعطاها قدرًا أكبر من باقي المعايير".

الجمال يزيد الألفة ويجعلك تتعلق بزوجتك
ويمضي الكاتب في حواره مع الشاب: "قال (الشاب): إذن أنت معي في رأيي بأني أعطي أولوية للجمال، قلت له: نعم أنا معك؛ لأن الجمال هو الذي يجعلك تتعلق بزوجتك ويزيد الألفة بينكما طالما هذا هو احتياجك ورغبتك، فالمرأة تستطيع أن تشبع أكثر من حاجة عندك؛ فجمالها يسرّك، ودعمها المالي أو المعنوي لك يجعلك مستقرًّا، وإنجاب الأطفال منها يربطك بها أكثر.. وهكذا. ولهذا قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم عن حبيبة قلبه أمّنا خديجة رضي الله عنها: "ما أبدلني الله خيرًا منها؛ قد آمنت بي إذ كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله أولادها وحرمني الناس"، فقد ميّزها النبي صلى الله عليه وسلم بالمال والولد وتسخير العلاقات الاجتماعية بعد الدين، فكلامك صحيح وكلام والدتك صحيح، وأنت احرص أن تجمع بين الاثنتين".

حسن الوجه مطلوب
ويستشهد د. المطوع بالأحاديث والسنة النبوية وهو يشير إلى "حسن الوجه"، ويقول: "قال (الشاب): ولكن مهم عندي أن يكون وجه الفتاة جميلًا وجسدها رشيقًا، قلت له: طلبك هذا من حقك، وللغزالي كلمة جميلة فيمن يرغب بالزواج من الجميلات؛ يقول: "حسن الوجه، فذلك أيضًا مطلوب؛ إذ به يحصل التحصن، والطبع لا يكتفي بالدميمة غالبًا، وما نقلناه من الحث على الدين وأن المرأة لا تنكح لجمالها، ليس زجرًا من رعاية الجمال، بل هو زجر عن النكاح لأجل الجمال المحض مع فساد الدين"، ومن النصوص التي تشجع على أن يتزوج الشاب الشكل الجميل أن رسولنا صلى الله عليه وسلم أمر شابًّا أن ينظر للمخطوبة من الأنصار، وقال له: "إن في أعين الأنصار شيئًا فإذا أراد أحدكم أن يتزوج منهن فلينظر إليهن"، وكذلك حديث آخر يشجع فيه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بالزواج من المرأة التي تسرّك إذا رأيتها فقال: "التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ومالها ما يكره"".

لا تضحِّ بالدين من أجل الجمال
وينهي د. المطوع قائلًا: "قال (الشاب): الحمد لله! الآن ارتحت بأن طلبي ليس خطأ، قلت له: نعم ليس خطأ؛ لأن النفس تميل للجمال في الأصوات والأشكال واللباس وفي الحياة بشكل عام؛ فكيف نلغي طلب الجمال من الزواج؟! ولكن مع ذلك لا تضحِّ بالدين من أجل الجمال، ولا تضحِّ بالدين من أجل المال، ولا تضحِّ بالدين من أجل الحسب، بل اشترط ما تريد مع وجود الدين والأخلاق".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org