خط بارليف.. هنا قصته وكيفية عبوره في أعظم العمليات العسكرية العربية

حرب العاشر من رمضان بطولات مصرية لتحطيم الحصن
خط بارليف.. هنا قصته وكيفية عبوره في أعظم العمليات العسكرية العربية
تم النشر في

تمكن الجيش المصري في العاشر من رمضان يوم السادس من أكتوبر عام 1973م، من عبور قناة السويس واجتياح خط بارليف؛ ليُفقد العدوَّ الصهيوني توازنه في أقل من ست ساعات.

وبحنكة من القيادة المصرية في تحديد اليوم والوقت؛ حيث صادف يوم كيبور أو عيد الغفران لدى اليهود بدأ الهجوم بالضربة الجوية مستغلين عنصرَي المفاجأة والتمويه العسكريين، اللذين سبقا تلك الفترة، كما تم استغلال عناصر أخرى مثل المد والجزر واتجاه أشعة الشمس من اختراق الساتر الترابي في 81 موقعًا مختلفًا مع إزالة 3 ملايين متر مكعب من التراب، باستخدام مضخّات مياه ذات ضغط عال قامت بشرائها وزارة الزراعة المصرية للتمويه السياسي، ومن ثم تم الاستيلاء على أغلب نقاط الخط الحصينة بخسائر محدودة ومن الـ441 عسكريًّا إسرائيليًّا قتل 126 وأسر 161، ولم تصمد إلا نقطة واحدة هي نقطة بودابست في أقصى الشمال في مواجهة بورسعيد.

كان خط بارليف هو أقوى خط دفاعي في التاريخ الحديث، والذي يبدأ من قناة السويس وحتى عمق 12 كم داخل شبه جزيرة سيناء على امتداد الضفة الشرقية للقناة؛ وهو من خطَّيْن: يتكون من تجهيزات هندسية ومرابض للدبابات والمدفعية الإسرائيلية وتحتلّه احتياطيات من المدرعات ووحدات مدفعية ميكانيكية بطول 170 كم على طول قناة السويس، وكانت إسرائيل قد قامت بعد عام 1967 ببناء خط بارليف، والذي اقترحه حاييم بارليف رئيس الأركان الإسرائيلي في الفترة ما بعد حرب 1967 من أجل تأمين الجيش الإسرائيلي المحتلّ لشبه جزيرة سيناء.

ضمّ خط بارليف 22 موقعًا دفاعيًّا، 26 نقطة حصينة، وتم تحصين مبانيها بالأسمنت المسلح والكتل الخرسانية وقضبان السكك الحديدية؛ للوقاية ضد كل أعمال القصف، كما كانت كل نقطة تضم 26 دشمة للرشاشات، و24 ملجأً للأفراد، بالإضافة إلى مجموعة من الدشم الخاصة بالأسلحة المضادّة للدبابات ومرابض للدبابات والهاونات، و15 نطاقًا من الأسلاك الشائكة ومناطق الألغام، وكل نقطة عبارة عن منشأة هندسية معقدة، وتتكون من عدة طوابق وتغوص في باطن الأرض، ومساحتها تبلغ 4000 متر مربع، وزودت كل نقطة بعدد من الملاجئ والدشم التي تتحمل القصف الجوي وضرب المدفعية الثقيلة، وكل دشمة لها عدة فتحات لأسلحة المدفعية والدبابات، وتتصل الدشم ببعضها البعض عن طريق خنادق عميقة، وكل نقطة مجهزة بما يمكنها من تحقيق الدفاع الدائري إذا ما سقط أي جزء من الأجزاء المجاورة، ويتصل كل موقع بالمواقع الأخرى سلكيًّا ولاسلكيًّا، بالإضافة إلى اتصاله بالقيادات المحلية مع ربط الخطوط التليفونية بشبكة الخطوط المدنية في إسرائيل؛ ليستطيع الجندي الإسرائيلي في خط بارليف محادثة منزله في إسرائيل.

كما تميز خط بارليف بساتر ترابي ذي ارتفاع كبير - من 20 إلى 22 مترًا - وانحدار بزاوية 45 درجة على الجانب المواجه للقناة، كما تميز بوجود 20 نقطة حصينة على مسافات تتراوح من 10 إلى 12 كم، وفي كل نقطة حوالي 15 جنديًّا تنحصر مسؤوليتهم في الإبلاغ عن أي محاولة لعبور القناة وتوجيه المدفعية إلى مكان القوات التي تحاول العبور، كما كانت عليه مصاطب ثابتة للدبابات بحيث تكون لها نقاط ثابتة للقصف في حالة استدعائها بحالات الطوارئ، كما كان في قاعدته أنابيب تصبّ في قناة السويس لإشعال سطح القناة بالنار في حالة محاولة القوات المصرية العبور، والتي قامت القوات المصرية الخاصة بسدّها تمهيدًا للعبور في واحدة من أعظم العمليات.

وكان صاحب فكرة خراطيم المياه اللواء المهندس باقي زكي يوسف، الذي حطم أسطورة خط بارليف؛ فهو صاحب فكرة استخدام المياه في فتح الساتر الترابي تمهيدًا لعبور القوات المصرية إلى سيناء. هذه الفكرة رغم بساطتها أنقذت 20 ألف جندي مصري على الأقل من الموت المحقق.

واستمرت إسرائيل طويلًا في الترويج لهذا الخط على أنه مستحيل العبور، وأنه يستطيع إبادة الجيش المصري إذا ما حاول عبور قناة السويس، كما ادّعت أنه أقوى من خط ماجينو الذي بناه الفرنسيون بعد الحرب العالمية الأولى، لكنه لم يصمد طويلًا أمام البطولات المصرية.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org