تناولت الأمثلة القرآنية بيان حال من جعل مع الله شريكاً في الربوبية والإلهية والأسماء والصفات، ومن يسأل رفع ضرر من غير الله، كما تناولت أدلة عقلية على بطلان الشرك وعبادات المشركين وأنهم أهلكوا أنفسهم هلاكاً لا منتهى لحده، بعدما اختاروا طريق الهوان والانحدار والتشتّت في الأهواء والخرافات.
"سبق" وعبر برنامجها الرمضاني "هدايات قرآنية"، تستضيف طوال الشهر الكريم، الباحث الشرعي في الدراسات القرآنية "محمد الذكري"، وتستنبط منه بعضاً من أسرار ومعجزات القرآن الكريم، وتُقدّمها للقارئ عبر سلسلة ومضات يومية لمختارات من بلاغات الإعجاز الإلهي في الأمثال القرآنية.
بدأ ضيفُ الحلقة "الذكري" حديثه، بقوله تعالى: "وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيق"، وأضاف: يضرب الله هذا المثل في تصوير حال من جعل مع الله شريكاً في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته بأن حاله كحال من سقط من ارتفاع عظيم فصار لا يتحكم بنفسه في دفع الضرر عنها فضلاً عن نفعها، فإمّا تمزقه الطيور أو تتقاذفه الريح إلى أماكن بعيدة، وكذلك من سقط في أوحال الشرك فهو في ضلال وإضلال وهلاك.
وأضاف: نستنتج من الفوائد، أدلة عقلية على بطلان الشرك وعبادات المشركين؛ كعدم اتفاقهم على معبود واحد وأنهم لا يملكون نفعاً ولا ضراً ،"وَٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ ءَالِهَةً لَّا يَخْلُقُونَ شَيْـًٔا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَوٰةً وَلَا نُشُورًا".
وواصل الباحث الشرعي في الدراسات القرآنية، الاستنتاجات الإلهية: يفيد ضرب المثل هنا أن المشرك بالله قد أهلك نفسه إهلاكاً لا منتهى لحده، كما تُؤكد الآية على علو المسلم بهمته وعبادته وضده المشرك فهو في هوان وانحدار وتشتت في الأهواء والخرافات.
وختم "الذكري"، يقول: إن من ترك الإيمان والاعتصام بالقرآن والسنة تخطفته الشبهات والشهوات وشياطين الإنس والجن فقذفوه في مهاوي الضلال والمعاصي، وأضاف في خاتمته: من التربية الإيمانية على التوحيد أن نبرز محاسن هذا الدين لأهلنا وأنفسنا قبل ذلك، فالمسلم بإسلامه ترفع عن سيئ الأقوال والأفعال وصار مطمئناً نافعاً لنفسه ومن حوله.