لم يغب عن المجتمع السعودي تلك الجريمة البشعة التي شهدتها مكة المكرمة، حيث كان مُرتكب أحداثها سعوديًا يُدعى "بركات بن جبريل الكناني"، وهو تحت تأثير مُخدر الشبو، حيث سكب مادة البنزين على المجني عليه بندر بن طه بن محمد القرهدي، وهو يستقل مركبته، وأشعل فيه النار؛ ما أدى إلى إصابته بحروق نارية لفظ أنفاسه الأخيرة على إثرها، كما امتدت النيران إلى 4 سيارات أخرى مجاورة للمركبة التي كان يستقلها المجني عليه.
وتُعد هذه الجريمة النكراء التي ارتكبها الجاني فعلاً وضيعًا ودخيلاً على المجتمع السعودي، حيث جاء إقدام الجاني على ارتكاب جريمته الوضيعة إثر تعاطيه مادة الميثامفيتامين المُخدر المعروف باسم الشبو، والتي حفزت هذه الآفة السلوك الإجرامي لديه؛ ما أدى به إلى إقدامه على جريمة القتل.
ولم يعف ارتكاب الجريمة تحت تأثير أي من المواد المُخدرة، الجاني من نيل عقوبته، حيث ألقت الجهات الأمنية السعودية، القبض على الجاني بأسرع وقت عقب ارتكاب الواقعة؛ ما يدل على تطبيق القانون والشريعة على الرغم من الأسباب.
كما جاء تنفيذ الحكم الشرعي على الجاني بركات بن جبريل الكناني، في جريمته النكراء التي ارتكبها؛ حتى يكون رادعًا لكل نفس تستهدف الأنفس البشرية بأي شكلٍ كان.
قال الله تعالى: (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ).
ولقول الله تعالى سالف الذكر أصدرت المحكمة المُختصة بحق الجاني بركات بن جبريل الكناني، صكًا يقضي بثبوت إدانته بما نُسب إليه، ونظرًا إلى أن القتل الحرق فيه تعذيب للمجني عليه، ولعدم نجدة الجاني للمجني عليه، ما يدل على تأصيل الإجرام في نفسه، فقد تم الحكم بقتله تعزيرًا.
وتم تأييد الحكم من محكمة الاستئناف ومن المحكمة العُليا، وصدر أمر ملكي بتنفيذ ما تقرر شرعًا، وتم تنفيذ حكم القتل اليوم الخميس الموافق 26/ 11/ 1444هـ، الموافق 15/6/2023م، بمنطقة مكة المكرمة منطقة ارتكاب جريمته الوضيعة التي لم تشهد المملكة العربية السعودية مثلها من قبل.