عقدت هيئة حقوق الإنسان، بمقرها في الرياض اليوم، جلسة حوارية تحت عنوان"أهمية النشاط البحثي والإعلامي في مكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص"، تزامناً مع اليوم العالمي لمكافحة الاتجار بالأشخاص.
جاء ذلك بحضور نائب رئيس الهيئة الدكتور هشام بن عبدالرحمن آل الشيخ، حيث بحثت الجلسة عدداً من الموضوعات ذات الصلة بتعزيز الوعي بمجال مكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص ورعاية الضحايا من النواحي ذات العلاقة بالبحث والدراسة، ودور الإعلام ومؤسسات المجتمع المدني في رفع مستوى الوعي بها ومكافحتها.
ونوه نائب رئيس الهيئة الدكتور هشام آل الشيخ في كلمة افتتح بها الجلسة الحوارية التي حضرها عدد من ممثلي الجهات المختصة والمتخصصين في المجالات التعليمية والإعلامية والبحثية ومؤسسات المجتمع المدني، بما أولته قيادة المملكة من اهتمام كبير بحقوق الإنسان في المملكة، وتبنيها للعديد من الإصلاحات التي كان لها دورٌ في تعزيز مكافحة جرائم الإتجار بالأشخاص، مشيراً إلى انعقاد هذه الجلسة الحوارية وتبني الهيئة لانعقادها يأتي في إطار حرصها على تنمية الوعي ومضاعفة الجهود في هذا الصدد، مبيناً أن الجلسة تهدف إلى تسليط الضوء على خطورة جرائم الإتجار بالأشخاص والسبل المثلى لمكافحتها والتجارب والممارسات الجيدة في هذا الجانب.
وأوضح الدكتور آل الشيخ أن شعار اليوم العالمي لمكافحة الاتجار بالأشخاص لهذا العام 2023م هو "الوصول لكل ضحية اتجار بالأشخاص وعدم التخلي عن أي ضحية"، وهو ما يمثل أحد أهداف الخطة الوطنية لمكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص، التي تتمحور حول الضحايا بهدف حمايتهم ومساعدتهم من خلال نظام وطني متكامل يتوافق مع أفضل المعايير والممارسات الدولية.
وأشار نائب رئيس الهيئة إلى أنه من منطلق اختصاص لجنة مكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص بإعداد البحوث والمعلومات والحملات الإعلامية والمبادرات الاجتماعية والاقتصادية لمنع الاتجار بالأشخاص ومكافحته، تعقد الهيئة هذه الجلسة الحوارية لتعزيز النشاط البحثي في مجال مكافحة الاتجار بالأشخاص والتوعية به، وتبيان دور هذه الجهات في مكافحة جرائم الإتجار بالأشخاص، واستعراض أوجه التعاون الممكنة بينها بما يكفل تضييق نطاق انتشار هذه الجريمة وصولاً إلى منعها والوقاية منها، والخروج بتوصيات عملية في الموضوعات والمجالات المقترح دراستها وبحثها بهدف الحد من انتشار جرائم الإتجار بالأشخاص وتعزيز الدور الإعلامي لتوعية المجتمع بمخاطر هذه الجرائم.
وتناول المتحدثون في الجلسات الحوارية عقب ذلك عددًا من الموضوعات، وفي البداية استعرض أمين عام لجنة مكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص بهيئة حقوق الإنسان محمد المصري أبرز الموضوعات التي يمكن بحثها ودراستها في هذا المجال والنقاط التي ينبغي مراعاتها في التوعية بمكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص.
وتطرقت في الجلسة الأولى التي جاءت بعنوان أهمية الدور الإعلامي في التوعية بمكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص، أستاذ الأصول الفلسفية والاجتماعية في كلية التربية بجامعة الملك سعود الدكتورة فوزية البكر إلى أثر النشاط الإعلامي والعمل الصحفي في مكافحة هذه الجرائم، فيما تحدث الكاتب الصحفي عضو هيئة الصحفيين السعوديين فهد بن محمد الأحمري عن الدور الصحافي في مكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص، بينما أوضح الرئيس التنفيذي لجمعية ابتسام لمكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص متعب العنزي خلال الجلسة، العلاقة بين الإعلام ونشاط مكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص والدور المتوقع من الإعلام في المكافحة.
وفي الجلسة الثانية التي جاءت بعنوان "أهمية النشاط البحثي في هذا المجال"، بيّن عضو هيئة التدريس بقسم القانون بجامعة المجمعة الدكتور مشعل بن صالح السمحان دور التعليم في مكافحة هذه الجرائم، بينما تطرق عضو هيئة التدريس في معهد الإدارة العامة رئيس تحرير مجلة الإدارة العامة الدكتور عجلان الشهري إلى دور البحوث والدراسات في مكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص، مستعرضاً تجربة المجلة كنموذج، فيما أبرزت أستاذ الخدمة الاجتماعية المشارك في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن الدكتورة الجوهرة عبدالعزيز الزامل، دور البحوث العلمية في مكافحة الاتجار، وواقع جهود المملكة في محاربة هذه الجريمة.
يذكر أن الجلسة الحوارية تأتي في إطار جهود لجنة مكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص بهيئة حقوق الإنسان التوعوية بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة هذه الجرائم وضمن فعاليات أسبوع التوعية الذي تبنته اللجنة تنفيذاً للمبادرات المعتمدة في المنتدى الحكومي لمكافحة الاتجار بالأشخاص في دورته الثالثة.