زمزم الماء المبارك أولته المملكة العربية السعودية عناية متتابعة في رحلة تاريخية، بدأها المؤسس المغفور له -بإذن الله- الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وتبعه أبناؤه الملوك البررة.
وتفصيلاً، أمر جلالة الملك عبدالعزيز في عام 1345هــ بإنشاء سبيل لسقيا زمزم تحت اسم (سبيل الملك عبدالعزيز)، كما أمر -رحمه الله- في العام الذي يليه بإنشاء سبيل ثانٍ لسقيا زمزم، وفي العام نفسه أمر أيضًا بإصلاح بئر زمزم، وتنظيفها، ووضع غطاء عليها.
وفي عهد الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- أمر بتركيب مضخة لرفع مياه زمزم، وأنشأ بناية لسقيا زمزم أمام بئر زمزم. وفي عام 1377هـ حين نفَّذت السعودية التوسعة الأولى للمطاف وضعت تصميمًا فريدًا لبئر زمزم؛ وذلك لإزالة ما يُضيّق على الطائفين؛ إذ تم وضع بئر زمزم تحت المطاف.
وواصل الملك فيصل -رحمه الله- اهتمامه ورعايته لبئر زمزم؛ إذ أمر في عام 1393هــ بإنشاء قبو ثانٍ للبئر حرصًا منه على توفير الراحة لضيوف الرحمن أثناء أدائهم مناسكهم.
كما أولى الملك خالد بن عبدالعزيز ماء زمزم بالغ اهتمامه؛ إذ أمر –رحمه الله- بعملية تنظيف شاملة للبئر من قِبل عدد من الغواصين.
ومع انطلاق مشروع التوسعة السعودية الثانية للمسجد الحرام في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- تضمَّن المشروع نظام مياه للشرب والتصريف، يتكون من وحدتَين ضخمتَين لماء زمزم، وصنابير عدة للشرب، وإنشاء مضخة في دور التوسعة الثانية.
وفي عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- أمر بإنشاء محطة تنقية مياه البئر، ومحطة ومصنع للتعبئة والنقل، يعملان وفق نظام تحكُّم ومراقبة وتخزين آلي. وسُمي هذا المشروع باسم (مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لسقيا زمزم). كما أمر بإطلاق مشروعَيْ،ن يختص الأول بتنظيف حاويات ماء زمزم آليًّا، والثاني بإعادة تصميمها حماية للمياه وانسيابيتها وسهولة الحصول عليها.
وفي عام 1439هــ صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- باستكمال أعمال بئر زمزم وأعمال تأهيل العبّارات؛ إذ تم إنشاء عبّارات الخدمات الخاصة بزمزم، وعددها خمس عبّارات، كما تم استكمال المرحلة الأخيرة من تعقيم وإزالة الشوائب وفحص البيئة المحيطة ببئر زمزم.
وتمرُّ رحلة المياه المباركة من بئر زمزم وصولاً لقاصدي المسجد الحرام بمراحل عدة، منها التنقية والتعقيم، وذلك بضخ المياه الخام من بئر زمزم عن طريق مضختين عملاقتين بقدرة (360) مترًا مكعبًا في الساعة، تقومان بسحب مياه زمزم من البئر، وضخها إلى مشروع الملك عبدالله لتطوير مياه زمزم، الذي يقوم بدوره بتخزين المياه، وإجراء أعمال التعقيم، ثم إرسال مياه زمزم إلى محطة خزان زمزم، وإلى محطة سبيل الملك عبدالعزيز. وكذلك مرحلة ضخ المياه المسحوبة من المضختين يتم فيها ضخ المياه المباركة عبر خطوط نقل المياه الخام، التي تبلغ 4 كيلومترات تقريبًا، وهي مصنوعة من مادة غير قابلة للصدأ (استانلس ستيل). ويوجد على طول الخطوط غُرف هواء وغسل، وغُرف تحكُّم موصولة بوسائط خاصة بالتحكُّم.