توفي سادن الكعبة المشرفة الدكتور صالح بن زين العابدين الشيبي، مساء أمس الجمعة، عن عمر ناهز 79 عامًا، وصُلِّيَ عليه بعد صلاة فجر اليوم السبت بالمسجد الحرام، ودُفِن بمقابر المعلاة.
في قلب العاصمة المقدسة، وُلد سادن الكعبة المشرفة الدكتور صالح بن زين العابدين الشيبي، عام 1945م، الموافق 1366هـ، من عائلة تمتد جذورها إلى عهد الرسول محمد، صلى الله عليه وسلم؛ حيث نشأ "صالح" في بيئة تجسد أسمى معاني الشرف والمسؤولية.
الدكتور صالح الشيبي، كان حفيدًا لـ"شيبة بن عثمان بن أبي طلحة"، الذي قال لهم رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "خذوها يا بني طلحة خالدة تالدة، لا ينزعها منكم إلا ظالم".
ويُعدّ الدكتور "صالح" السادن رقم 77 للكعبة المشرفة منذ فتح مكة في عهد الرسول، صلى الله عليه وسلم، والسادن رقم 109، منذ عهد قصي بن كلاب.
ترعرع الدكتور صالح الشيبي في مكة المكرمة، وتلقى تعليمه هناك حتى حصل على درجة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية.
عمل أستاذًا جامعيًا وقدم العديد من المؤلفات في مجالات العقيدة والتاريخ، ما أثرى المكتبة الإسلامية بمساهماته القيمة، كما شارك في العديد من المؤتمرات والندوات.
السدانة، هي أقدم وأشرف مهنة في الحرم المكي الشريف، ففي عام 1435هـ، وبعد وفاة عم الدكتور صالح الشيبي، عبدالقادر طه الشيبي، انتقلت إليه هذه المسؤولية العظيمة وتولى مهام السدانة بكل تفانٍ وإخلاص.
ويحمل السادن مفتاح الكعبة المشرفة، الذي يصل طوله إلى 35 سنتيمترًا والمصنوع من الحديد. وهو المسؤول عن كلّ ما يتعلق بشؤون الكعبة؛ والشخص الوحيد الذي يحمل مفتاح الكعبة المشرفة، ومن مسؤولياته: فتح الكعبة وإغلاقها، وتغيير كسوتها وغسلها وتعطيرها بالطيب، واستقبال زوارها.
وكان الدكتور صالح الشيبي، في كل مرة يتم فيها فتح الكعبة المشرفة أو تغيير كسوتها، يشرف على غسلها وصيانتها بنفسه أكثر من 100 مرة.
هذه المهنة التي توارثتها عائلته على مدى الأجيال، لم تكن مجرد وظيفة، بل كانت شرفًا عظيمًا ومسؤولية كبيرة حملها الدكتور "صالح" بكل اعتزاز وفخر.