قبل أربعة أعوام، خرج مسؤولون من محافظة أبو عريش بمنطقة جازان؛ مؤكدين أنه تم الانتهاء من رسم خارطة طريق لاستثمار بحيرة سد وادي جازان اقتصاديًّا وسياحيًّا، وتحويلها إلى منتجع طبيعي واستشفائي على مستوى رفيع من المعايير والمواصفات؛ مشيرين إلى أنه تم عمل دراسة وتصميمات تَوَلتها المحافظة للموقع.
وأضاف المسؤولون أن البحيرة تتوافق مع توصيات الخبراء العالميين بوزارة الشؤون البلدية والقروية، التي تتضمن اختيار "أبو عريش" مركز نمو اقتصادي مع 32 مدينة بالسعودية؛ غير أن الحال بقي كما هو عليه؛ بل تحول المنتزه الوحيد إلى منطقة مهجورة يسودها الإهمال.
ورصدت "سبق" في جولة لها، حال المنتزه المنسيّ؛ حيث بدا كل شيء فيه غير صالح للاستخدام؛ فالكراسي والإنارة مكسرة، والأرصفة منهارة، والممرات غطتها الأشجار، والمظلات مهترئة، وكلها بقيت شاهدة على مشروع تطوير لم يُنَفّذ، وغياب لأبسط الخدمات، والطريق متهالك ولا يرقى للموقع، وضجر بين مرتاديه متسائلين: لماذا حتى الصيانة غائبة من قِبَل البلدية.
وتفصيلًا أكد محافظ أبو عريش قبل أربعة أعوام، في تقرير نشرته "سبق"؛ أن المحافظة والجهات المعنية أنهت رسم خارطة طريق لاستثمار بحيرة سد وادي جازان اقتصاديًّا وسياحيًّا، وتحويلها إلى منتجع سياحي طبيعي واستشفائي على مستوى رفيع من المعايير والمواصفات.
وأشار إلى أنه تم عمل دراسة وتنسيق وتصميمات، تولتها المحافظة على مدى 30 يومًا؛ مضيفًا أن البحيرة تحظى بموقع استراتيجي فريد من نوعه، وتتوافق مع توصيات الخبراء العالميين بوزارة الشؤون البلدية والقروية.
ووقفت لجنةٌ مشكَّلة من محافظة أبو عريش على موقع البحيرة، بعد الانتهاء من الاجتماعات التي استمرت قرابة 3 أسابيع؛ لوضع الخطط ومناقشتها، ورسم الرؤى التطويرية واعتمادها، ومعاينة الملف الاستثماري.
وتَمثلت الخطط الاستثمارية في طرح مشروع استثماري على مساحة 250 ألف م2 ببحيرة السد، وإنشاء مستشفى استشفائي لمعالجة الأمراض الجلدية، وإقامة الفنادق السياحية، والشاليهات، ومتنزهات للرياضة البحرية، وتنفيذ الحدائق، وإنشاء المظلات التي ستسهم في تعزيز السياحة بالمنطقة، وتحويلها إلى بيئة استثمارية واقتصادية.
وبيّن رئيس البلدية وقتها، أن البلدية أعدت دراسة متكاملة من قِبَل جهات عدة لاستثمار بحيرة السد؛ مشيرًا إلى أنه تم طرح موقع للاستثمار على مساحة 250 ألف م2 منذ أيام عدة.
وأضاف أن المحافظة تسعى من خلال توجيهات المحافظ إلى إيجاد كل التسهيلات للمستثمرين، وتذليل العقبات التي تواجه تسريع العمل، ومعالجتها؛ مؤكدًا أنه تم التنسيق مع الجهات الحكومية لوضع الحلول العاجلة، واعتماد تنفيذ المشروع.
وتعتبر بحيرة السد أحد أجمل المواقع في المنطقة الجنوبية؛ إذ إن للمسطحات الخضراء والأشجار على ضفاف بحيرة سد وادي جازان دورًا كبيرًا في توافد أنواع كثيرة من الطيور المهاجرة التي تمر بالمنطقة، ويستقر عدد كبير منها ببحيرة السد وعلى ضفافها؛ لما تجده من بيئة طبيعية، تكونت على مدى السنوات الماضية، كما وجد بعض أصحاب المواشي مرعى وفيرًا لمواشيهم؛ لما تزخر به المنطقة من تنوع نباتي كثيف ووفير؛ وهو ما تسبب في توافد الزوار إليها.
ويقع سد وادي جازان شرق محافظة أبو عريش بمنطقة جازان، وتصب فيه سيول وادي جازان، ويشتهر بجريان السيول به على مدار العام، وعدد آخر من الأودية والشعاب التي كانت تصب على شاطئ بحر جيزان.
ونُفِّذ مشروع السد بالمنطقة، وتم الانتهاء من أعمال البناء به في عام 1390هـ؛ ليكون أول سد يُنَفّذ بمنطقة جازان، وتُحجَز فيه مياه الأمطار والسيول مشكّلة بحيرة ضخمة خلف السد، يُستفاد منها في عمليات الري لأراضي المزارعين، وأصبحت مصدرًا للمياه السطحية لآبار المنطقة.