يحذر الكاتب الصحفي عـبدالعزيز السويد من ظاهرة إغلاق مطاعم ومقاهٍ ومحال قسريا، والسبب الأساسي المعلن هو رفع قيمة الإيجارات من الملاك، رغم كل المال الذي أنفقه المستأجرون في تجهيز وتأسيس هذه المحال التجارية، لافتا إلى انتشار قروبات ودعوات على وسائل التواصل لتشجيع الملاك على زيادة إيجارات العقارات التجارية وحتى السكنية، رغم الضرر الاقتصادي لهذه الدعوات، سواء على سوق العقار أو النشاط التجاري.
وفي مقاله "منطق عقاري" بصحيفة "الاقتصادية"، يقول السويد: "مطعم تعود بعض الأصدقاء زيارته بين وقت وآخر، وجدوه مظلما ومقفلا، لا طاولات ولا كراسي، لم يكن الوحيد المقفل في صف المحال المجاورة، البقية القليلة المفتوحة يجلس فيها موظف يقلب هاتفه الجوال دون وجود زبون واحد، بالجوار مجمع آخر أكبر وأضخم، يلفت انتباهك أضواؤه الصفراء المبهرة من بعيد، 70 في المائة من محاله الخارجية والداخلية مقفلة، البقية مفتوحة لكن دون زبون واحد، أمام المجمع سيارات قديمة أو ما يطلق عليها "كلاسيكية" من مختلف الأنواع وضعت للجذب، لكنها في حالة يرثى لها من الإهمال، وكأنها داخل حوش تشليح، في تشوه بصري فريد يعبر عن الحالة!".
ويضيف "السويد" قائلا: "خروج مطاعم ومقاهٍ ومحال من السوق بالإقفال القسري، هل هي ظاهرة عامة؟ لست أدري، فلا تتوافر إحصائيات، لكن مما شاهدته وما يدور في وسائل تواصل يمكن القول إنها ظاهرة تتشكل، والسبب المعلن هو رفع قيمة الإيجارات من الملاك، لا بد أن هناك أسبابا أخرى، لكن ذاك هو السبب الرئيس".
ويرصد "السويد" ظاهرة أخرى مصاحبة، ويقول: "هناك منطق عقاري، وللأمانة هو منطق بعض العقاريين لا جميعهم.. ففي وسائل التواصل قروبات وحسابات تكافح بأساليب غير مباشرة، وإيحاءات صارخة لتشجيع زيادة إيجارات العقارات التجارية حتى السكنية "أراض ووحدات"، بمبررات ملتوية، الهدف ترسيخ انطباع عام أن الارتفاع طبيعي، بل إن بعضهم يرى فيه فرصة، ما دام ذاك المالك لمجمع رفع قيمة الإيجار، فلماذا لا يرفعها آخر، وربما هم أنفسهم الذين ينتقدون سلوك القطيع إذا ما عارض مصالحهم، لكنهم لا يمانعون من توجيه قطيع آخر".
ويتساءل "السويد": "ما الذي يدفع مالك عقار تجاري أو سكني لرفع الإيجار فجأة على مستأجر اتفق معه على رقم معين وبينهما "عِشرة إيجار"؟ هل ارتفعت التكلفة عليه؟ "طبعا لا" أم إنه لوي ذراع تورطت ودفعت تكلفة تأسيس باهظة، يبدو أنه الانطباع الذي يشجع أن يكون عاما، ذاك رفع لماذا لا أرفع؟!".
وينهي "السويد" قائلا: "طبعا كل حر في حلاله، وسيأتي من يقول إنهم ليسوا جمعيات خيرية، فهذا من الردود المعلبة، لكن أين ذهبت "خير الناس أنفعهم للناس"، و"ربي ارزقني وارزق مني"؟ بل أين فضل التيسير على الناس؟ مؤكد أن هذا يدفع أصحاب منطق الترويج لارتفاع الإيجارات وغيرها للضحك، ولن يمنعهم هذا من كتابة حكمة لمتابعيهم: (المال لا يجلب السعادة)".