مدخن مبتلى أم مجرم جاهل؟

مدخن مبتلى أم مجرم جاهل؟
تم النشر في

إذا ابتلاك الله بالتدخين، وكنت تعلم أنك مبتلى، وتنتظر الفرصة السانحة لتتخلص من هذا المرض، وتستجمع قواك؛ لتلحق بركب الذين أنقذوا أنفسهم من آفة التبغ، وتعلم أنك جعلت نفسك لقمة سائغة لاستغلال شركات التبغ، وأن الشركات ووكلاءها يبيعون لك مرضك وألمك وخسارتك.. فأنت في هذه الحالة مدخن تعاني من تدخينك، ومريض نسأل الله الشفاء لك.. ولكن احذر أن تكون من المدخنين المفسدين المجرمين وأنت ربما لا تعلم.

فإن كنت تدخن أمام أبنائك، وفي داخل منزلك، أو معهم في السيارة، فأنت لست مدخنًا فقط؛ أنت "مجرم" في حق عائلتك، مفرط في أمانتك.. وإن كنت تتباهى بتدخينك في الأماكن العامة وكأنه إنجاز حياتك فاعلم أنك مذنب مخطئ، ما زلت تحاول تعويض نقص في نفسك، وتتوقع أن ذلك يكون بتدخينك والتباهي به، وتُسهم في وقوع ضحايا غيرك.

واسأل نفسك أخي المدخن: هل أنت ممن يرمي أعقاب السجائر والعلب في الطرقات وأمام المنزل وفي غير حاويات النظافة؟.. فإن كنت كذلك فراجع نفسك قبل أن تكون ضحية دعوة متضرر منك، أو تكون سببًا في انحراف شاب ووقوعه في هذا المرض.

وهل أنت ممن يحاول الدفاع عن التبغ ويمتدحه كذبًا على العلن؟.. فهنا أنت لست مدخنًا فقط؛ أنت مروِّج، وداعم لشركات التبغ، ومُسهم في جرائم التسويق الخفي والخبيث التي تطبقها هذه الشركات.

أخي المدخن.. هي رسالة محبة لك، ودعوة واضحة لمصلحتك.. إن كنت ضحية للتبغ فأنقذ نفسك، وإن عجزت فلا تكن سببًا في دمار غيرك حتى لو كنت لا تعلم ذلك. وكن دومًا صاحب مبدأ وقيم نابعة من حبك لدينك، وحرصك على وطنك، وعلمك بأن شركات التبغ تبيع مرضك لك!!.. وكن شجاعًا، وستجد اللحظة السانحة الحاسمة للتوقف نهائيًّا عما يضرُّك.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org