على الرغم من انتشار متغيرات ومتحورات كورونا الجديدة المسؤولة عن غالبية الإصابات بفيروس "كوفيد-19" في الوقت الراهن، إلا أن كثيرًا من الدول حول العالم بدأت في تخفيف القيود والإجراءات الاحترازية تمهيدًا لعودة الحياة إلى طبيعتها السابقة، ولاسيما مع تراجع عدد الإصابات الحرجة التي تستدعي الدخول إلى المستشفى، وازدياد وتيرة تلقي اللقاحات.
أما عن الأوضاع في المملكة، فهناك انحسار لحالات الإصابات بالفيروس في الآونة الأخيرة، فقد أصبحت تحت المائة منذ نحو شهر تقريبًا، كما أن عدد الجرعات المعطاة من لقاح كورونا وصلت إلى 41 مليون جرعة، فيما استكمل التحصين (الحصول على جرعتين) أكثر من 18 مليون شخص.. وهو ما يستدعي التساؤل: هل اقتربت الجائحة من خط النهاية؟
نهاية كورونا؟
يجيب بروفيسور الطب التجديدي المشارك بجامعة أوساكا اليابانية، صفوق الشمري، عن ذلك الاستفسار لـ"سبق"، قائلاً: "كما ذكرنا سابقًا أن الوباء سيضمحل ويختفي تدريجيًا في أواخر شهور الصيف، وهذا تقريبًا ما يحدث حاليًا، وبطبيعة الحال بما أنه فيروس فلن يختفي كليًا، لكن سيمكن التحكم به، ومن ثم تختفي تدريجيًا الإجراءات الوقائية".
ويضيف، بقوله: "يمكن القول إن هناك سباقًا بين اللقاحات والفيروس، فكلما زاد عدد اللقاحات وانتشارها بين السكان قلت الحالات، يبدو أن المملكة والحمد لله في طريق أن انتشار اللقاحات أسرع من انتشار المتحورات، نعم المتحورات تتطلب بعض الشيء زيادة نسبة مناعة المجتمع نتيجة لسرعة انتشارها، لكن المملكة إلى الآن كسبت السباق في انتشار اللقاحات، واللقاحات حاليًا فعالة في مواجهة المتحورات".
ويستطرد "الشمري": "ربما يحتاج بعض ضعيفي المناعة، أو الفئات التي لديها بعض الخطورة إلى جرعة تنشيطية مستقبلاً، لكن الأمور ممتازة صراحة في المملكة والخليج عمومًا، وكما نرى الكثير من دول العالم تزيل الإجراءات الوقائية تدريجيًا مع بلوغ نسبة التلقيح نسب عالية".
الجرعة الثالثة
ولا شك أن الجائحة أثارت الكثير من الجدالات منذ أن وطأت بثقلها على صدر العالم، ومن بين الجدالات الأخيرة التي لا تنتهي يبقى الأبرز والمثار حاليًا حول مدى أهمية وفعالية تلقي جرعة ثالثة من اللقاحات، وتجدر الإشارة إلى أن وزارة الصحة السعودية أعلنت أخيرًا عن تقديم جرعة ثالثة لمن تجاوز 60 عامًا.
ويعلق بروفيسور الطب التجديدي المشارك حول ذلك الأمر، بقوله: "لقد أثارت الجرعة الثالثة الكثير من النقاش دوليًا، هناك شبه اقتناع بين كثير من الدول أنه من الأفضل إعطاء ضعيفي المناعة، والفئات المعرضة للخطورة جرعة تنشيطية، خصوصًا مع وجود المتحورات. كما أن بعض الدول تعطي جرعة ثالثة من لقاح مختلف؛ لأن هذا يزيد من عدد الأجسام المضادة والاستجابة للمتحورات".
ويتابع: "أعتقد أن التركيز ربما يكون في المرحلة المقبلة عالميًا على تغطية الأطفال، وهنا أتكلم على من هم تحت سن ١٢ سنة بجرعتين، حيث يبدو من النتائج الأولية أن اللقاحات آمنة عليهم، فيكون بذلك غطيت أغلب المجتمع بما فيهم الأطفال".
الإجراءات الوقائية
وحول إمكانية نزع الكمامة وتخفيف الإجراءات أو إزالتها تمامًا، قال: "كما نرى فالكثير من الإجراءات الوقائية تتم إزالتها مع الوقت مع تحسن الحالة الصحية وزيادة نسبة الملحقين؛ لذا أعتقد أن المسالة مسالة وقت ونسب وأعداد، وإذا اعتقدت الدول أنها وصلت إلى نسب مرضية من التلقيح وأعداد الحالات فإنها ستقوم بإزالة الإجراءات الوقائية ومنها الكمامة، مثل السويد والمجر والدنمارك.. وغيرهم".
ويختتم "الشمري" حديثه، قائلاً: "العالم حاليًا يلتقط أنفاسه من جائحة كورونا، إذا سارت الأمور بما هي عليه ستكون كورونا تاريخًا، أو مرضًا موسميًا، مثل الإنفلونزا، لكن الخوف من الدول الأقل قدرة والدول الفقيرة التي نسبة التلقيح فيها ضعيفة بسبب قلة الإمكانات، نأمل ألا تصبح مصنع تحوير للفيروس من آن إلى آخر، فإلى الآن المتحورات يمكن ردعها باللقاحات الحالية لكن إذا أصبحت مصنع متحورات وتغير الفيروس كثيرًا، ربما تحتاج إلى تغيير اللقاحات من وقت لآخر".