
في خطوة جديدة نحو الريادة البيئية والتقنية، وقّعت منصة "نت زيرو" – أحد مخرجات برنامج "سدرة" الوطني التابع لوزارة البيئة والمياه والزراعة – مذكرة تفاهم إستراتيجية مع الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN)، تهدف إلى تعزيز الحلول القائمة على الطبيعة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا، دعمًا لمبادرات المملكة لتحقيق الحياد الصفري بحلول عام 2060.
ويأتي هذا التعاون تأكيدًا على ريادة المملكة في الابتكار المناخي والتحوّل نحو اقتصاد مستدام، وامتدادًا لدورها في دعم رواد الأعمال المحليين في تطوير تقنيات بيئية ذكية تم ابتكارها داخل المملكة، لتُقدَّم كنموذج سعودي عالمي في الربط بين الابتكار والتطبيق العملي لمواجهة تغيّر المناخ.
وأوضح المهندس محمد الخالد، الرئيس التنفيذي لمنصة "نت زيرو"، أن هذه الاتفاقية تمثّل نقلة نوعية في توظيف الابتكارات السعودية في مشاريع الحفظ البيئي، مشيرًا إلى أن المنصة طوّرت منظومات رقمية متقدمة لقياس الأثر البيئي، وتتبّع استعادة الغطاء النباتي، ورفع كفاءة مبادرات التشجير، بما يضمن شفافية عالية وتعظيم الفوائد المناخية.
وأضاف الخالد أن المذكرة تسعى لتحقيق مجموعة من الأهداف الإستراتيجية، أبرزها:
استعادة النظم البيئية على نطاق واسع من خلال حلول مبتكرة قائمة على الطبيعة.
مواجهة تغيّر المناخ وتعزيز التنوع البيولوجي المحلي.
حماية الحياة البرية والمواطن الطبيعية عبر دمج الذكاء الاصطناعي والتقنيات الذكية مع خبرة "IUCN".
تمكين المجتمعات المحلية وتعزيز سبل العيش المستدامة من خلال برامج تدريب وتبادل معرفي.
وأكد أن دمج هذه التقنيات المطوّرة محليًّا مع جهود الحفظ الميدانية يعكس قدرة المملكة على تصدير حلولها البيئية عالميًّا، موضحًا أن منصات "نت زيرو" تُعد من أوائل الأنظمة الإقليمية التي تستخدم الذكاء الاصطناعي والبيانات الجغرافية لقياس الأثر الكربوني وتتبع مبادرات التشجير.
من جانبه، أشار الدكتور هاني الشاعر، المدير الإقليمي للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة لغرب آسيا، إلى أن هذه المذكرة تعكس التزام الجانبين بتطبيق حلول عملية قائمة على الطبيعة، تسهم في تعزيز قدرة المجتمعات والأنظمة البيئية على التكيّف مع تغيّر المناخ، مضيفًا أن دمج الابتكار السعودي مع الخبرة الدولية سيسهم في تحقيق أثر ملموس يدعم أولويات المملكة والمنطقة.