أمانٍ كبرى، وأحلام مؤجلة، عاشها أهالي جدة على مدى سنوات، تَعاقب خلالها عدد من الأمناء للمحافظة، وغرق بعض تلك الأماني في كوارث السيول، وتبددت تلك الأحلام على واقع التسويف، وتواضُع تنفيذ المشاريع، في وقت أغدقت فيه الدولة بمشاريع واعدة، كانت كفيلة بتجدد شباب العروس.
ونحن نعيش هذه الأيام زهو العروس، بثوب فرح يتجدد، وآذان تنصت، وعقل يفكِّر بالأماني، بعمق وتروٍّ، فإننا ننتظر تحقيق أماني العروس.
لن أستبق الأحداث لأزف بشرى، ولكني رأيت ما أعجبني، وسمعت ما أدهشني.. فالتلوث البصري، والورش العشوائية، والأحياء الشعبية، وتعثُّر المشاريع.. ستكون -بإذن الله- في قادم الأيام من الأمور التي تجاوزها الفكر التنموي الحديث. وما أدهشني أيضًا ما بدأ يسود في محيط الأمانة، بالحد من المحسوبية، وبقاء الجميع سواسية أمام النظام الذي يرى فيه معالي الأمين أنه ميثاق بين الأمانة والمستفيد وفقًا لقاعدة "لا ضرر ولا ضرار".
إننا ونحن نتطلع لنعيش أفراح العروس، وهي في أبهى حللها، لنأمل أن تؤتي تلك الخطط الطموحة أكلها عاجلاً غير آجل؛ فنحن أمام جيل جديد، مُحب لوطنه، يتطلع لمدن ذكية، وخدمات راقية، يسهم في إحداث تحوُّل إيجابي في بنيتها.. وكلنا أمل في شبابنا وشاباتنا بالمساهمة بفاعلية، من خلال مساندة جهود الأمانة في تجويد الخدمات، وإثراء ملتقيات الأمانة في مجلس أمينها العامر بالأفكار والأعمال التطوعية، والإبلاغ عن أي سلوكيات قد تنشأ هنا أو هناك؛ فوطننا يستحق، وكل مسؤول تضع الدولة ثقتها فيه حُقَّ مؤازرته لإنجاح مهامه بما يحقق تطلعات ولاة الأمر -حفظهم الله- في بناء الإنسان والمكان؛ فإن كانت الدولة -رعاها الله- أعلنت رؤيتها؛ فحق الوطن علينا أن نحقق بغيتها.