أثار إعلان إحدى الشركات السعودية عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن تقليص أيام العمل الأسبوعية إلى 4 أيام فقط بدلاً من نظام الخمسة أيام المعمول به في الوقت الراهن تفاعلاً واسعًا على مدار اليومين الماضيين.
وقالت الشركة في بيان لها حول الإعلان عن تطبيق نظام العمل الجديد إن هذا الأسلوب لن يغير من "جودة الخدمة"، بل سيعزز من التزامها تجاه "معايير الخدمة"، كما سيخلق معيارًا جديدًا لشكل بيئة العمل الحديثة، على حد قولهم.
وفقًا لما حمله بيان الشركة السعودية التي انضمت إلى قائمة مصغرة من الشركات حول العالم التي تطبق نظام الـ4 أيام الأسبوعية، فإن إضافة يوم آخر للراحة يشحذ الهمم، ويحقق الأهداف الشخصية، ويعطي طاقة وشغفًا أكبر للعمل.
وبحسب الدراسات التي أُجريت حول العالم، فإن فوائد هذا النظام لا تقتصر على ذلك فقط، فقد كشفت إحدى الدراسات البريطانية أن العمل لمدة 4 أيام في الأسبوع يحمل فوائد مذهلة تشمل تحسن الصحة العقلية، والجسدية، والنفسية للعاملين، وذلك في تجربة ميدانية شملت 61 شركة ونحو 2900 عامل في المملكة المتحدة.
وبحسب النتائج التي نشرتها منظمة "فور دايز جلوبال" غير الربحية لتجربة استمرت 6 أشهر، فقد أبلغ 2900 عامل في التجربة عن مستويات أقل من التوتر، والقلق، والإرهاق، والتعب، مشيرين إلى أنها كانت فرصة أكبر لتقليل الإجهاد، وتحسين الصحة العقلية، والمزيد من ممارسة الرياضة، ووقت أسهل للنوم.
ووجد الموظفون أيضًا أنه من الأسهل موازنة عملهم مع الالتزامات الأسرية والاجتماعية بنسبة 54 %، في الوقت الذي قالت فيه 47 شركة من أصل 61 أبلغت عن البيانات المالية، إن الإيرادات بقيت على حالها إلى حد كبير.
فيما أعلنت شركة مايكروسوفت في عام 2021، عن نتائج تجربة تضمنت إعطاء الموظفين في فروعها باليابان يوم عطلة إضافي بحيث يعملون أربعة أيام فقط أسبوعيًا، التي أثبتت أن معدل الإنتاجية ارتفع بقيمة نحو 40 % مع مزايا أخرى إضافية مثل: تخفيض حجم الورق المطبوع بقيمة 60 %، وانخفاض نفقات الكهرباء بقيمة 23 %.
كما نشرت أخيرًا شركة التدريب Exos ومقرها الولايات المتحدة الأمريكية، نتائج تجربة أجرتها، تشير إلى أن أسبوع العمل مدته أربعة أيام فقط، بمثابة الترياق لإرهاق الموظفين، وأظهرت التجربة التي استمرت ستة أشهر وشارك فيها آلاف الموظفين، أن العمل لمدة أربعة أيام فقط بدلاً من خمسة يقلل من إرهاق الموظفين مع تعزيز الإنتاجية، والاحتفاظ بمعنويات الفريق.
ومنذ بداية جائحة كوفيد-19 قدمت الكثير من الحكومات اقتراحات، وبدأت في تنفيذ تجارب لأسبوع العمل المكون من أربعة أيام، وتقليص الأسبوع الاعتيادي؛ لمحاولة التأقلم مع الأوضاع الجديدة التي فرضتها الجائحة، ومن بينها "التباعد الاجتماعي"، وفي محاولة كذلك لتقليل النفقات الاستهلاكية.