النصر بمن حضر

النصر بمن حضر
تم النشر في

هكذا كان العالمي، وعلى مقولة الراحل الأميرالرمز عبدالرحمن بن سعود "النصر بمن حضر"، ولم يعلم حينها - رحمه الله - أنه سيأتي يوم يتحول فيه هذا العملاق وأحد أضلاع المنافسة في الدوري السعودي إلى أحد أهم أسباب الإثارة في المسابقات المحلية السعودية، ولكنها إثارة من نوع آخر.. إثارة خارج المستطيل الأخضر بعد أن ملأ النصر وإدارته وإعلاميوه وإداريوه بل حتى لاعبوه الدنيا ضجيجًا؛ فمنذ خروج النصر من البطولة العربية والتذمر مستمر بكثرة المطالبات التي لن تعيد الحقوق المسلوبة إن صحت الادعاءات بذلك، بل بالعكس؛ فإن التأجيج ليس من مصلحة أي ناد، وليس من مصلحة رياضتنا.

انتقلت عدوى الشكاوى المظلومية من الإدارةوالإعلام لبعض الجماهير، وطالت التشكيك في نزاهة الحكام، وجميع لجان اتحاد القدم (لجنة الانضباط، ولجنة المسابقات، ولجنة التحكيم، وحتى رئيس اتحاد القدم نفسه)، بل وصلت حتى للاعبين في تصريحاتهم بعد كل مباراة، واختلط الحابل بالنابل، وأصبح الكل يدعي المظلومية في كل شيء، ومن أي شيء.

وهنا أطرح سؤالاً: هل يرى عشاق النصر أن فريقهم أشبه بـ "الميت"، وأن كثرة الشكاوى و"النواح" ستمنحه مكانة أكبر؟!!!.. وأتعجب لماذا ينتقص عشاق العالمي من مكانة فريقهم بهذا الشكل؟!! فمنذ بدأت التصريحات بسحب الفريق خارج المستطيل الأخضر وإذا بالنزيف النقطي يستمر ويستمر، وبدون توقف، وفي مباريات كان بالإمكان حسمها بأقل مجهود، ولكن ما يحدث من تشتيت ذهن اللاعبين، وتركيز نظرية المؤامرة، وتعمُّد إبعاد العالمي عن تحقيق لقب الدوري، منع النصر من التحليق بعيدًا في صدارة الدوري.. أثق تمامًا بأن النصر يمتلك نوعية فريدة ومميزة من اللاعبين القادرين على تحقيق اللقب شريطة التركيز في المستطيل الأخضر فقط، والابتعاد كليًّا عن هذه التصريحات، وعندها سيكون "النصر بمن حضر"، وسيهزم الخصم والحكم، وبخلاف ذلك سيكون موسم جمهور الذهب خالي الوفاض، بل سيكون بطلاً للتصريحات فحسب.

هجمة.. مرتدة!!

تذكر إحدى الطرائف "قصة حارتين الأولى للأنذال، والثانية للأغبياء": اعتاد الأنذال على محاصرة الأغبياء، وقطع رأس أحدهم؛ ليلعبوا به كرة قدم إلى أن تبقى من الأغبياء واحد فقط..وفي أحد الأيام اجتمع هؤلاء الأنذال حول الغبي الأخير؛ ليلعبوا برأسه كرة قدم كما فعلوا مع البقية.. فإذا به يخرج سكينا، ويضعها على رأسه، ويقول: من يقترب مني "راح أفقعها"..

وإن كانت القصة تملؤها الطرفة والفكاهة، ولكنها تحاكي واقعًا مريرًا؛ فقد أوقع البعض رياضتنا في فخ الدسائس، وانتشرت فكرة نظرية المؤامرات، تهم هنا، وأخرى هناك..تحقيقات تفتح ثم تطوى صفحاتها، وما بين هذا وذاك قوانين مطاطية، يتم تطبيقها باختلاف الأحداث.. والجميع يراقب في ذهول عجيب وغريب.. والسؤال: من سيمتلك الشجاعة لإيقاف جميع ما يحدث؟ أو بمعنى آخر: من سيخرج السكين ويضعها على رأسه لإيقاف كل هذا.. قد لا يُفهم كلامي بشكله الصحيح، لكن اعتبروها مجرد هلوسة شتاء.. وسلامة فهمكم.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org