في جولة لـ"سبق" رصدت المستور الذي كشفته الرمال في عمق مخطط الجروب بمحافظة صامطة، والذي استلمته وزارة الإسكان من بلدية السهي بالمحافظة، إذ تزحزحت الرمال عن القبور المتواجدة في تلك المواقع، لترصد "سبق" بروز الهياكل العظمية، وترصد موقع المخطط الذي كان مجرى لسيل وادي ليه المعروف بأنه أحد أكبر الأودية جنوب جازان، لتحل مطالبات بعض الأهالي بإنصافهم كون لهم ملكيات في نطاق المخطط -حسب ما يروونه- وما يستشهدون به ببعض المستندات والوثائق القديمة.
والتقت "سبق" عددًا من أهالي القرى المجاورة للمخطط وقالوا في حديثهم لـ"سبق": "لقد تسلمت وزارة الإسكان مخططًا من بلدية السهي من أجل توزيعه كمنح سكنية على المواطنين، ولكن هذا المخطط يقع وبشكل مباشر في مجرى سيل وتدي ليه، وعلى الرغم من أن السيل منذ مدة طويلة لم يصل إلى تلك المواقع إلا أنها مجرى معروف، وقد علمت وزارة النقل بذلك وتحسبًا له وضعت عبّارات لتسهيل حركة عبور المياه في الطريق الدولي الذي يمر بجوار المخطط، ولكن الطريق متعثر ولم ينجز من فترة طويلة، ولكن نرغب أن تعي وزارة الإسكان حجم الخطر الذي قد يدهم المخطط في أي وقت وأن تضع هذا التحذير في حسبانها".
وأضافوا: "ولأن الناس سابقًا كان ليس لديها مصادر دخل غير الزراعة وتربية الماشية، غالبًا كانوا يسكنون إلى جوار الأودية ومجاري السيول، فقد كانت في هذا المخطط العديد من المنازل والأملاك والبيوت الطينية أو الأسمنتية والمواقع الأثرية التي وضعت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني علامات عليها من أجل تنقيبها -بحسب الأهالي-"، مبينين أن موقع المخطط به الكثير من المقابر، وكما رصدتها "سبق" بعد الوقوف عليها ورصدت الهياكل العظمية والعظام المتناثرة في مقابر متعددة في تلك المواقع.
كما أكد عدد من المواطنين امتلاكهم بعض الأراضي في المخطط في حديثهم لـ"سبق" عبر وثائق قديمة، مشيرين إلى أن بينهم من يمتلك صكًا شرعيًا أيضًا بملكية في نطاق المخطط، مطالبين بالكشف عن كيفية تخطيط وتسليم هذه الأراضي لوزارة الإسكان على الرغم من وقوع مقابر غير معروفة الحدود داخله وأراض لهم، وكذلك وقوعها داخل مجرى السيل الذي إذا غاب طويلاً يعود بكميات صخمة -على حسب تعبيرهم-، مؤكدين أن محافظة صامطة تفاعلت مع شكواهم وتعكف على اتخاذ إجراءات للكشف عن حيثيات المخطط السكني الذي يتم توزيعه في مواقع قبور ووادٍ كبير.
ومن جهتها، طالبت "سبق" متحدث وزارة الإسكان بالتصريح حول ما ورد في شكاوى الأهالي التي اطلعت عليها "سبق"، إلا أنها لم ترد منذ ثلاثة أيام.